حمدت الله أننى عبرت إشارة ميدان الرماية بسهولة ويسر.. وسعدت سعادة فائقة برؤية العديد من أوتوبيسات السياحة، ودعوت الله أن تتضاعف أعدادها بعد افتتاح المتحف المصرى الكبير الذى سيكون من أعظم هدايا مصر للإنسانية جمعاء.. فوجئت بطابور طويل من السيارات أمام بوابة خوفو أو البوابة الأولى لحدائق الأهرام المدخل الرئيسى والأقرب لمنزلى.. قلت اللهم اجعله خيرا.
تحرك الطابور ببطء شديد ولاحظت أن بعض السيارات التى تقترب من البوابة تخرج من الطابور وتنطلق فى طريق الفيوم حيث توجد العديد من بوابات حدائق الأهرام.. بعد نحو 10 دقائق وجدت نفسى فى مدخل بوابة خوفو ووجدت مفاجأة هائلة فى انتظارى جعلتني افرك عينى ثم أتحسس محفظتي.
كانت المفاجأة التى زلزلتنى وجود بوابة رسوم فى مدخل بوابة خوفو مع لوحة عملاقة (حدائق الاهرام ترحب بكم .. رسم الدخول 10 جنيهات ورسم الخروج 10 جنيهات)، سمعت قائد السيارة التى أمامى يصرخ ويقول هل ادفع رسوما لدخول بيتى؟! ردت عليه الفتاة الجميلة التى تجلس فى كشك تحصيل الرسوم وترتدي زيا غاية في الأناقة، مثل زى مضيفات اير فرانس، يا افندم الرسوم على الكل وهذه الرسوم ستسخر للنهوض بحدائق الأهرام وتطوير الخدمات.. قررت ألا أكرر النقاش، وسلمت أمري لله، وأخرجت محفظتى من غمدها وجهزت الجنيهات العشرة، وناولتها للفتاة الجميلة التى استقبلتنى بابتسامة عريضة مع عبارة: حمد الله على السلامة يا افندم .
وصلت منزلى وفوجئت ببوابة رسوم مع لافتة أهلا بكم فى درة شارع 3 الدخول 5 جنيهات والخروج جنيه واحد.. دخلت شقتى وانا اضرب كفا بكف.. كدت أسقط من طولى عندما وجدت بوابة رسوم قبل غرفة السفرة، ولمحت السيدة الفاضلة زوجتى تجلس فى كشك تحصيل الرسوم وتبتسم وهى تشير بعلامة 10 جنيهات، وترد زى مضيفات اير فرانس...
صرخت لا لا لا رسوم رسوم رسوم لا لا كفاية.. أفقت وجدت نفسى أصرخ بجوار السرير.. حمدت الله أن الأمر كله مجرد كابوس.. مددت يدى لريموت التليفزيون.. وجدت فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي يطمئن المصريين ويقسم بالله ثلاثا أن كل الأمور زى الفل.. حمدت الله ثانية وقلت فل عليك، ورد عليك يا ريس.
---------------------
بقلم: عبدالغنى عجاج