15 - 05 - 2025

أبو الغيط: أفريقيا كانت ميدان تأييد تقليدى للقضية الفلسطينية.. والتغيرات الأخيرة نتحمل بعض من مسئوليها كطرف عربى

أبو الغيط: أفريقيا كانت ميدان تأييد تقليدى للقضية الفلسطينية.. والتغيرات الأخيرة نتحمل بعض من مسئوليها كطرف عربى

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن العلاقات الجوار الأفريقي، تحتاج إلى دفعة تُنشطها وتبث الحياة في أوصالها، مشيرا إلى أن أربع قممٍ "عربية - افريقية" قد عُقدت إلى اليوم، معربا عن التطلع إلى انعقاد الخامسة بالمملكة العربية السعودية في نوفمبر القادم. 

وأوضح أبو الغيط اليوم الأثنين، في افتتاح الندوة التي نظمها البرلمان العربي تحت عنوان " نحو بناء استراتيجية موحدة للتعامل مع دول الجوار الجغرافى"، أن هذه العلاقات ما زالت بعيدة عن المستوى الاستراتيجي المأمول فى ضوء كون عشر دول عربية أعضاء فى الاتحاد الإفريقى، وكذلك فى ضوء أهمية الجوار الإفريقى المتزايدة، سواء على الصعيد الأمنى أو السياسى أو الاقتصادى، خاصة فيما يتعلق بقضايا بعينها مثل الهجرة غير النظامية والإرهاب والتعاون الاقتصادى والأمن المائى. 

وأشار أحمد أبو الغيط، إلى أن أفق العلاقات مع جوارنا الإفريقى واعدٌ ومبشر، وثمة دول عربية تُباشر علاقات نشطة ومتشعبة مع هذا الجوار ودوله، إلا أن هذه العلاقات تجرى فى أغلبها فى مسارات ثنائية بين هذه الدولة العربية أو تلك ونظيراتها من الدول الإفريقية، ولا يتم التخطيط لها أو تنسيقها على صعيد جماعى، ومن ثم فلا يعود أثرها على المنطقة العربية ككل، ولا تنعكس على قضاياها الجماعية مثل القضية الفلسطينية. 

وقال: "ليس سراً أن افريقيا كانت ميدان تأييد تقليدى لهذه القضية المركزية لدى الجانب العربي، إلا أن مياهاً قد جرت تحت الجسور، فتغيرت الصورة نوعاً ما، وبعض المسئولية نتحمله كطرف عربى من دون شك، وتابع: إننا لم نذكر إسرائيل فى سياق الحديث عن الجوار العربى، إلا أننا ننظر إليها أيضاً بوصفها دولة جوار.. بيننا وبينها قضية واضحة ومحددة هى القضية الفلسطينية. 

وتابع: "إذا اختارت إسرائيل السبيل الوحيد المعقول والمقبول من جانبنا كعرب لحل هذه القضية، وهو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، فسيتم قبولها في المنطقة كطرف  إقليمى طبيعى، وهذا هو جوهر مبادرة السلام العربية. 

وشدد على أنه إذا ماطلت إسرائيل وراوغت من أجل قنص ثمار السلام من دون دفع ثمنه العادل، فإن قبولها كطرف إقليمى نقيم معه علاقات طبيعية سيظل بعيد المنال، تلك هى المعادلة ببساطة، وأى التفاف عليها، بمبادرات دولية أو غيرها، لن يُفضى إلى شىء، طالما بقى أصل القضية وجوهر الصراع من دون حل عادل ودائم. 

وأشار أبو الغيط، إلى أن أى تعامل مع جوارنا الإقليمى، ولكى يكون نافعاً ومجدياً، لابد أن يسبقه اتفاق بيننا كدول عربية على أولويات أمننا القومى، وتوافق واضح حول منطلقاتنا الاستراتيجية الرئيسية، قائلا: " إنه لا يُضعف الموقف العربى شىء قدر الحوار مع الآخرين فرادى، من دون أولويات واضحة متفق عليها، أو موقف جماعى محدد ننطلق منه، ومن ثمّ فإن الحوار المطلوب - أولاً- هو حوار مع الذات، قبل أن ننتقل إلى مرحلة الحوار مع الآخر. 

وأعرب عن قناعته بأن الجامعة العربية هي خيرُ من يرعى مثل هذا الحوار الذي طالب به منذ توليه المسئولية ، مشيرا إلى أن لقاء اليوم يأتي في هذا الإطار.