قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن المنطقة العربية تعج بالنزاعات والأزمات العميقة والتي قد يستعصي بعضها على الحل، "نزاعات وأزمات كان لها عميق الأثر السلبي على أجيال من أبنائنا الذين وقعوا فريسة للدوائر المفرغة من الغضب والإحباط"، ومعظم تلك النزاعات والأزمات موجودة على جدول أعمالكم ولكن مع الأسف - ولظروف مختلفة - لم يتمكن المجلس، في بعض الأحيان، من اتخاذ مواقف واضحة في التعامل معها، أو من إنفاذ المواقف التي توصل إليها لتسويتها.
جاء ذلك خلال كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية في الجلس المشتركة بين مجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية، وأوضح أن الوضع المعقد في سوريا دخل عامه التاسع دون بروز أفق حقيقي للحل السياسي الذي ظل المجتمع الدولي يطالب به منذ اندلاع الأزمة في 2011، وفي اليمن يظل الشعب اليمني هو الضحية لأزمة إنسانية تنجم أساساً عن تشبث فصيل انقلابي بالاستيلاء على عاصمة البلاد على ونحو يشكل تهديداً واضحاً لجيران اليمن بل وللملاحة في الممرات البحرية المحيطة به.
وتابع : ليبيا وقعت مجدداً في الأعمال العسكرية بشكل بات يهدد نسيجها الاجتماعي وفرص استكمال عملية انتقالها السياسي بما يحفظ وحدتها، أما الصومال فإننا نعمل مع شركاء آخرين على ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار وتثبيت السلام فيه وفي كل منطقة القرن الأفريقي باعتبارها جواراً جغرافياً مباشراً وهاماً للعالم العربي.
ومع كل ما تقدم وغيره، لا يمكنني أن أغفل أو أتجاهل مركزية القضية الفلسطينية في ذهن ووجدان العرب شعوباً وقيادات، فاستمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية كان وسيظل المصدر الأكبر لزعزعة الاستقرار وإذكاء التطرف في إقليم الشرق الأوسط وما وراءه، ولن ينعم إقليمنا بأمن ولن يعرف استقراراً حقيقياً دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية في فلسطين وسوريا ولبنان وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، والتوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للنزاع العربي الإسرائيلي.
وهناك جملة من العوامل الإضافية التي ساهمت كلها في إذكاء حدة كافة هذه النزاعات وتأجيج غيرها من الاضطرابات في المنطقة، وعلى رأسها التدخلات الإقليمية والدولية غير المسبوقة في الشئون الداخلية للدول العربية، وانتشار الميليشيات والجماعات المسلحة التي تقاتل الجيوش النظامية وتتحدى سلطة الدولة وتهدد سيادتها وسلامتها الإقليمية، وتعاظم التهديد الذي تمثله الجماعات الإرهابية التي يتوافر لها الدعم والتمويل والمنابر الإعلامية التي تمكنها من ارتكاب جرائمها وبث خطابها القائم على القتل والكراهية.