13 - 05 - 2025

أنا الإرهاب

أنا الإرهاب

أنا الإرهاب، أبي التخلف وأمي الجهل، أنا الرعب والخوف، أنا القلق والحرب، أنا الموت والقتل، أنا الذبح والنحر، أنا القبور والسواد، أنا الشر والظلام، وأنا اليتم والترمل، أنا العاهات والآهات، أنا البكاء والدموع، أنا الذي ملأ الجو والبحر والأرض بالدماء والموت والخراب، أنا من دمر سوريا والعراق وليبيا واليمن، أنا ليس لي قلب.. فلا أعرف الرحمة والرأفة، وليس لي مشاعر فلا تشفق عيني على طفل رضيع نحرت أمه أمام عينيه، ولا أرحم أما نحرت وليدها أمام عينيها، لا أعرف النخوة والرجولة، اغتصبت النساء أمام أزواجهن والبنات أمام آبائهن، أنا أتلذذ بالدماء واتفنن في القتل، أفرح لأحزانكم وأرقص علي اشلائكم، لا أعرف المقدسات او الحرمات، فطالت يدي الأديرة والكنائس والجوامع، رايتي السواد وشعاري الموت. 

موجود لأحول أعيادكم أحزانا، وأفراحكم نواحا، ونهاركم سوادا، ولياليكم طوالا، لا أخاف من الرصاص أوالقنابل أوالدبابات أوالطائرات، أنا لست هناك في العريش ولست في سوريا أو العراق أو اليمن أو ليبيا، وإنما هؤلاء نتاجي، أنا اللهو الخفي.. تجدني جارك وخلفك وأمامك، أنا الموجود وغير المنظور، أنا اسكن العقول والقلوب والمناهج، مسكني البيت والغيط والمصنع والمدرسة والمناهج التعليمية والجامعة، موجود في الصحف والمجلات، في الإذاعة والتليفزيون ودور العبادة والشارع، موجود علي المنابر وفي الفتاوي، والنقابات والمؤسسات، أنا في الجيش والشرطة، موجود كالأخطبوط، جذوري متشعبة في الداخل والخارج، تجهلني لأني مثلك.. مثلك في ملبسك ومشربك، وأخفي مكنونات قلبي، أحتضنك كالصديق الوفي وأتمني يوم تمزيقك بيدي، أرتدي ثياب الدين وتجدني خير الواعظين.صدق قول الشاعر: لا خير في ود امرءٍ متملق .. حلو اللسان وقلبه يتلهب. يعطيك من طرف اللسان حلاوة.. ويروغ منك كما يروغ الثعلب. يلقاك يحلف أنه بك واثق.. وإذا توارى عنك فهو العقرب.رسالة إلي الإرهاب: إلي أي دين تنتمون، وأي إله تعبدون؟ هل إله الخير يصدر منه شر؟ هل إله النور يصدر منه ظلام؟ هل إله الحياة يصدر منه موت وقتل وذبح؟ فكيف تنسبون أعمال إبليس إلي الله .. إن كان الله يأمر بالقتل والموت والخراب والدمار والاغتصاب والترمل واليتم.. فالشيطان ماذا يفعل ؟

رسالة إلي علماء الدين: إني أخاطب رجال العلم والفتوى، أخاطب علماء الدين ومؤسساتهم سواء في مصر اوالسعودية وكل الدول العربية، أخاطب المثقف المستميت في الدفاع عن ضحايا المجرمين، أخاطب رجال الازهر وكل وطني.. لاتكونوا شركاء للإرهاب بصمتكم ولا تكتفوا بالاستنكار أوالبيان.اعلموا أن سموم الإرهاب تجري في عروق الكثيرين وأجيال كثيرة يمكن أن تحصد نتاج هذه السموم، أوقفوا مسلسل جرائم الارهاب الذي يطل علينا في كل مناسبة، ليحول أعيادنا احزانا، وأفراحنا نواحا، احقنوا الدماء اغسلوا العقول والمناهج والمنابر، اغسلوا أيديكم. إن مصر في أمسِّ الحاجة إلي رجال شرفاء يخافون عليها، علينا أن نقف مع رئيسنا ودولتنا بكل مؤسساتها، حفظ الله مصر رئيسا وحكومة وشعبا.
-----------
بقلم: د.ق/ جرجس عوض
كاتب ومفكر مسيحي

مقالات اخرى للكاتب

أنا الإرهاب