اعتبارا من مطلع شهر يونيو الحالي بدأ في سلطنة عمان تنفيذ مبادرة مهمة وعلي ارفع مستوي تستهدف متابعة تفعيل استرتيجية التنمية الاقتصادية وخطط تنويع مصادر الدخل الوطني، وتشجيع الاستثمار في المجالات السياحية، الي جانب توفير المزيد من فرص العمل ، فضلا عن التوسع في نشر المشروعات التنموية العصرية العملاقة في جميع ولايات ومحافظات السلطنة حتي اخر نقطة علي حدودها.
في هذا الاطار اصدر السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان توجيهات تعكس الاهتمام بتفعيل كل هذه السياسات ، حيث قضت بتقديم العديد من التيسيرات و الإعفاءات من الرسوم والضرائب لأي مستثمر يرغب في إنشاء مشروع سياحي جديد بمحافظة مسندم، استثناءً من أية أنظمة معمول بها في هذا الشأن بهدف تنشيط الجانب السياحي في هذه المحافظة .
وقضت التوجيهات بأن يتم الإعفاء من الرسوم الجمركية المترتبة على استيراد مواد البناء والأدوات والتجهيزات التي تتطلبها المشروعات السياحية في محافظة مسندم أثناء فترة التشييد، مع الإعفاء من الرسوم السياحية و البلدية بدءًا من التشغيل الفعلي للمشروع ولمدة 10 سنوات ، وكذلك بأن يتم الإعفاء من ضريبة الدخل على الشركات البالغ قدرها 15% لمدة عشر سنوات .
سيؤدي تطبيق الاجراءات الجديدة الي دعم السياسات الرامية الي تفعيل التنمية السياحية التي تشهدها السلطنة ، كما ستنعكس علي تطوير محافظة مسندم ذات الاهمية الاستراتيجية البالغة بالنسبة للتجارة العالمية حيث تطل علي مضيق هرمز .
فضلا عن انها تعد من المقاصد السياحية الواعدة ، حيث تشهد تدفقا سياحيا متناميا ، وتتم دائما مواكبته باستثمارات جديدة تتوازن مع تزايد الحركة السياحية .
تتسق هذه المبادرة مع الاستعداد لتدشين برنامج طموح لسياسات رؤية مستقبلية جديدة تمتد لعشرين سنةحتي عام 2040،ومن ضمن اهدافها الاستراتيجية تعزيز دور القطاعات غير النفطية وفي مقدمتها السياحة، في ظل تراجع أسعار النفط عالميا، مع التركيز على طرق ابواب مجالات مبتكرة تعمل على تطوير المجتمعات المحلية ،مع نقل الاقتصاد العماني إلى افاق مستقبلية.
الجدير ان المجال السياحي يشهد تعاونا مشتركا بين المستثمرين من الجانبين المصري والعماني .
وتهدف برامج تطوير مسندم إلى الوصول بعدد السياح من 300 ألف في الوقت الراهن الى 1.2 مليون في عام 2040 م ، ولذلك يتم الحرص علي الدفع باستثمارات جديدة تستوعب تنامي تدفق الافواج المتصاعد .
من جانبه اكد أحمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة أن الحكومة تضع محافظة مسندم ضمن أولوياتها في التطوير والتنمية المستدامة وفقا للاستراتيجية العمانية للسياحة، ومن المتوقع الانتهاء من المخطط السياحي للمحافظة خلال العام الجاري وسوف يحدد جميع المشروعات التي تحتاجها في كافة المجالات الفدقية و الخدمية والترفيهية، وبما يلبي متطلبات السكان والسياح ،ثم ستطرح للاستثمار بالتعاون مع القطاع الخاص.
وأشار الى أن الوزارة تمتلك مساحات كبيرة من الأراضي في مسندم و ستعرض للاستثمار السياحي ، لتسهم في توفير متطلبات القطاع خلال السنوات القادمة.
وأضاف أحمد بن ناصر المحرزي ان جميع المنتمين للقطاع يثمنون التوجيهات الجديدة التي من شأنها أن تسهل استثماراتهم و تعزز من الجدوى الاقتصادية لمشروعاتهم وتحفز المؤسسات التمويلية لمنحهم الائتمان الذي يسهم في دعم مشروعاتهم .
علي ضوء ذلك تتبني السلطنة التوجه العالمي الداعي الي أن تقوم السياحة بدور احدي اقوي القاطرات التي تقود التنمية المستدامة وتدفعها الي الامام نحو مزيد من التطوير والتحديث ومواكبة المستجدات العصرية في عالم اليوم ، خاصة وانها تمتلك مقومات وإمكانيات كبيرة تشمل كافة عناصر النجاح في تشييد اسس سياحة مستدامة.
علي الصعيد الدولي ومن جانبهم يؤكد خبراء السياحة والسفر ان سلطنة عـمـان "جنة آمنة" في الشرق الأوسط و تضم مزارات سياحية عالمية ما بين مشاهد الطـبيـعـة الخـلابـة والمعالم التراثية والعصرية.
لذلك فان معالمها تأتي في قائمة أهم الأماكن السياحية في بلدان العالم التي تلقي اقبالا كبيرا بعد أن قام الخبراء بهذا التصنيف اعتمادا على تحليل الوجهات السياحية لعدة اعوام، وعلى دراسة اجرتها منظمة السياحية العالمية "UNWTO" عن الدول العربية .في رجع صدي عالمي اكدت مجلة “cntraveller ” الأمريكية أن زيارة سلطنه عُمان تعد فرصة ممتعة بالنسبة لأي سائح ؛ فهي تقدم تجربة لا تنسى في رحلة تبدأ بالجبل الأخضر وتنتهي في مسقط.
وقالت المجلة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني إن زيارة السلطنة تترك ذكريات رائعة فهي مشهورة بمعالمها الحضارية ومنها دار الأوبرا السلطانية وكورنيش مطرح والأسواق التاريخية بالإضافة إلى الطبيعة الخلابة في الجبل الاخضر وجبل شمس وبساتين النخيل في نزوى وحصنها الشهير.
وأوضحت أن ولاية وادي بني خالد تتميز بالمزارات المائية الطبيعية النادرة فضلا عن رمال الشرقية حيث ركوب الدراجات وسياحة التخييم، ومدينة صور الساحلية التى تشتهر بصناعة المراكب الشراعية و محمية السلاحف برأس الجنز ، وهي المحمية الطبيعية الشهيرة بالسلاحف الخضراء المهددة بالانقراض علي مستوي العام اجمع ، الا ان السلطنة تمكنت من حمايتها من الانقراض.