15 - 05 - 2025

صراعات اليمين الديني المتطرف مع العلمانية تدفع نتنياهو إلى انتخابات جديدة

صراعات اليمين الديني المتطرف مع العلمانية تدفع نتنياهو إلى انتخابات جديدة

بينما تنتهي المهلة المحددة لتشكيل الائتلاف الحكومي الأربعاء القادم، لا يزال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يعتقد أن التوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة ائتلافية "ما زال ممكنا"، بالرغم من استمرار تبادل الاتهامات بين شركائه المحتملين في الحكومة، الأمر الذي يرجح كفة التوقعات بالذهاب لانتخابات جديدة.

وحتى اللحظة لم يتوصل نتنياهو إلى اتفاق لتشكيل ائتلاف مع شركئه المحتملين على الرغم من أن نتائج انتخابات 9 أبريل منحت حزب الليكود وحلفائه اليمنيين والمتشددين غالبية في البرلمان، ولكن انهارت المفاوضات حول التشريعات التي تهدف إلى إلزام اليهود المتشددين أداء الخدمة العسكرية.

 وقال نتنياهو اليوم الأحد في مستهل الاجتماع الأسبوعي للحكومة: "أعتقد أنه يمكن حل المشكلة بكل حسن نية، إذا كان هذا ما يريده الناس"، وأضاف: "إذا لم تكن هناك رغبة، والأمور هدفها اتجاها محددا، فهذا أمر مؤسف"، وتابع: "لا أعتقد أن البلاد تحتاج إلى انتخابات جديدة، لكن قد يكون هناك شخص يريد ذلك".

وكان أفيغدور ليبرمان الذي من المرجح أن يصبح وزيراً للدفاع بموجب اتفاق ائتلافي، يسعى إلى ضمان تمرير مشروع قانون يدعمه بشأن التجنيد العسكري للمتشددين دينيا، الأمر الذي رفضته أحزابهم المتشددة، هذا فيما يحتاج نتانياهو إلى دعم حزب ليبرمان "إسرائيل بيتنا" العلماني، بالإضافة إلى دعم الأحزاب المتشددة لتشكيل الائتلاف الذي يسعى إليه. 

وقال الناطق باسم حزب الليكود الأحد "إذا بقي ليبرمان مصرا على إسقاط الحكومة، فإن الليكود سيستعد للانتخابات"، لكنه أضاف: "في هذه المرحلة لا يوجد قرار بحل الكنيست".


وذكرت القناة 12 في التلفزيون الإسرائيليّ إن نتنياهو استدعى وزراء الليكود لاجتماع بعد انتهاء جلسة الحكومة الأسبوعيّة اليوم، ونقلت القناة عن مصادر في الليكود قولها "إذا أصرّ رئيس قائمة يسرائيل بيتينو على إسقاط الحكومة، فإن الليكود جاهز للانتخابات المقبلة، لكننا لم نتخذ قرارًا بعد بحلّ الكنيست".

وذكر المراسل السياسي للقناة 12 الإسرائيليّة، عميت سيغال، إن الليكود سيتقدّم غدًا، الإثنين، بمقترح قانون لحلّ الكنيست، في إشارة إلى عدم استبعاد الذهاب لانتخابات مبكرة.

وتواصلت أمس تبادل الاتهامات بين شركاء نتانياهو المحتملين فقال ليبرمان، اليوم، الأحد، موجهاً حديثه إلى حزب الليكود: "توقّفوا عن الكذب ومرّروا قانون التجنيد"، فيما أكد رئيس حزب يهدوت هتوراه، يعكوف ليتسمان، إنه لا يخشى من الانتخابات.

وذكرت القناة 12 الإسرائيليّة، اليوم، الأحد، أن مشاورات الليلة الماضية لم تسفر عن أي تقدّم في مفاوضات تشكيل الحكومة المقبلة، ونقلت القناة عن مصادر في الليكود تقديرها أنّ رئيس قائمة "يسرائيل بيتينو"، أفيغادور ليبرمان، معنيّ بإعادة الانتخابات، كما ذكرت القناة أن الأحزاب الحريديّة شدّدت، خلال جلسة الأمس، مواقفها وأبدت عدم استعدادها للتنازل أمام ليبرمان، بعدما مورست عليها، خلال الأيام الأخيرة، ضغوطات واسعة جدًا من قبل الليكود.

من جهته، كتب المراسل السياسي لصحيفة "هآرتس"، حاييم ليفينستون، اليوم، الأحد، أن نتنياهو سيحاول الدفع باتجاه انتخابات جديدة، عبر بناء تكتّل أحزاب، للحيلولة دون تكليف شخص آخر بتشكيل الحكومة، سواءً من حزبه أم من أحزاب أخرى.


وأوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الأحد، عدّة سيناريوهات لخروج نتنياهو من أزمة تشكيل حكومته، أولها تراجع الحريديين، اليمين المتشدد، عن موقفهم من قانون التجنيد، الذي يصرّ ليبرمان على "عدم تغيير أي حرفٍ فيه"، بينما السيناريو الثاني هو نجاح الضغط على ليبرمان بأنه يعمل على إسقاط حكومة يمين، وبالتالي موافقته على إجراء تعديلات طفيفة على قانون التجنيد، وثالث هذه السيناريوهات هو إعادة الانتخابات، خصوصًا مع رفض قائمة "كولانو" قيام ائتلاف ضيّق يستند إلى ستّين عضوًا فقط، في حين أن السيناريو الرابع هو إقامة ائتلاف ضيّق وهو ما لاقى رفضًا من أحزاب الائتلاف المحتمل نفسه، أمّا السيناريو "الأقل واقعيّة"، بحسب "يديعوت أحرونوت"، فهو تكليف عضو كنيست آخر بتشكيل الحكومة المقبلة.

وتظاهر آلاف الإسرائيليين ليل السبت في تلّ أبيب احتجاجا على اتّفاقات ينوي نتانياهو إبرامها من أجل تشكيل ائتلاف حكومي تُحذّر المعارضة من أنّه سيشكّل نهاية الديموقراطية في البلاد، ويواجه نتانياهو لائحة اتهام محتملة بشبهة تلقي رشى والاحتيال واستغلال الثقة في الأشهر المقبلة.