12 - 05 - 2025

الرضيع "وسام ابو عرار" كتلة صمت بعد مشهد استشهاد والدته (موضوع مصور)

الرضيع

" ماما ماما " كان أنيناً موجعاً هز أرجاء الغرفة الطبية بمستشفى الشفاء بمدينة غزة، ليسترق ذلك الأنين خلجات من في الغرفة ملقياً نظرهم على جسد صغير أدمته الجراح. 

نظرة بريئة للطفل وسام أبو عرار ( 14 شهراً) يحاول فيها فهم ما يجري مما لم تدركه مصطلحات طفولته، ولم يدرك أن "ماما" ستبقى صوتاً بلا مجيب بعد استشهاد والدته فلسطين "37 عاماً" وهي تحمل في أحشائها جنيناً 5 شهور، رحلت هي وجنينها وطفلتها "صبا" بعد أن حاولت حماية أبنائها بجسدها الضعيف من حمم صاروخ صهيوني استهدف منزلهم شرق غزة . 

إلى جانب سرير الطفل "وسام " ترقد شقيقته الطفلة"سلوى" صامتة بلا همس بلا أنين بلا إدراك بلا طفولة مزهرة، حيث أصابتها صدمة نفسية بعد أن شاهدت أشلاء أمها تتناثر أمامها . 

"سلوي" بنت تحب اللعب والحديث وهي من أكثر البنات حركة ولعبا ، ولكن منذ الامس وهي صامتة لا تتكلم وإذا ما حاولت أن تكلمها أو تداعبها فلن تزيد على أن تظل صامتة بفعل الصدمة والمنظر الذي لا يتحمله بشر، وفق ما قالته زوجة عمها أم هشام معقبة على صمت الطفلة سلوى. 

تقول "أم هشام"والتي كانت تجلس بجانب 3 أطفال مصابين من عائلة ابو عرار "وسام وسلوى وابنة عمهم رفيف 3 سنوات"، لم يغب المنظر عن مخيلتي لقد انتشلوا الشهيدة فلسطين بغطاء لملم جسدها المتناثر في المكان، أمام أعين الأطفال، متسائلة: ما ذنب هذه الأم والأولاد ؟ هل هذا هدف؟ ويشكل خطرا على الاحتلال ؟. 

وأنهت "أم هشام" حديثها بدمعات غادرت عينها بلا استئذان أمام الأطفال وقالت: حسبي الله ونعم الوكيل. وظل المشهد جاثماً أمام لطفلة سلوى وهي تنظر صامتة إلى أخيها بجانبها الذي من المفترض أن يكون واياها وأختهم الشهيدة "صبا" وأمهم منهمكين في الضحك وهم يعلقون زينة رمضان، ولكن الصورة تبددت إلى صمت هو أشد من الصراخ والعويل، ودماء متناثرة على سرير المستشفى وجروحاً ظاهرة ملأت الجسد وجروحاً أخرى غير ظاهرة لن تفارقهم حتى في الكبر. 

هذا وتعاملت الطواقم الطبية فى مجمع الشفاء مع مختلف الإصابات التى وصلت، اثر الاعتداء الصهيونى على قطاع غزة والذى استمر على مدار ثلاث ايام متتالية، كان من بينهم هؤلاء الأطفال الذين لا زالوا يتلقون الرعاية الصحية داخل أروقة المجمع.
---------------------
غزة - من: حمادة حمادة
لمشاهدة الصور .. اقرأ على الموقع الرسمي