19 - 04 - 2024

علي طريقة الزعيم الملهم

علي طريقة الزعيم الملهم

قرأت مقالا كتبه الاستاذ شريف عصفوري Sherif Asfoury،  علي صفحته بعنوان "المعجزة النازية"، تحدث فيه عن تجربة هتلر والنازية في ألمانيا، منذ نشأتها في أعقاب الحرب العالمية الأولي، حتي تدميرها كاملة في الحرب العالمية الثانية، ومن هذا المقال يمكن استخلاص بعض الممارسات التي غالبا ما استخدمها أو يستخدمها أو سيستخدمها أي ديكتاتور مستبد في أي دولة عبر التاريخ وتشمل :

ـ تقديم حلول وقتية تبدو مبهرة لمشكلات مزمنة.

ـ تغليب "الوطنية" على الأفكار السياسية الاجتماعية، ومخاطبة جماهير العمال والفلاحين و المهمشين باعتبار الوطنية هي الوعاء الوحيد للدفاع عن حقوقهم في مواجهة الأحزاب السياسية التقليدية و المحافظة ، و النظام السياسي القديم 

ـ الميل للاتجاهات المحافظة وتأكيد السيادة الوطنية وتعظيم الشخصية الوطنية.

ـ العمل علي حشر كل الطاقات البشرية في مؤسسات النظام، إما بالاغراءات أو الابتزاز و التهديدات.

ـ رئيس الدولة هو الشخصية الوحيدة النافذة والممكنة من كل القرارات والمتحكم في كل السياسات

ـ تنفيذ مشروعات قومية عملاقة مثل شبكة الطرق السريعة والمدارس والمستشفيات والدورات الرياضية، كلها بالدِّين العام بواسطة سندات خاصة، وتعمل بها فرق عمل من المتعطلين و المهمشين، بالحدود الدنيا للأجور

ـ تدريب الشباب من سن مبكرة في منظومة معسكرة و مؤدلجة بالفكرة، مع خضوع تام للقيادة السياسية التي تقترب من "الألوهية و التقديس ". 

ـ اعادة تسليح الجيش وبناء قاعدة صناعية كبرى لتكوين جيش كبير ومتقدم تكنولوجيا، والتوسع في رأسمالية الدولة .

ـ الاقتراض الخارجي المكثف، و تسهيل تكوين كارتلات صناعية كبرى بالتعاون مع شركات عالمية كبرى

ـ صناعة الأزمات السياسية للتخلص من المعارضين السياسيين.

ـ احتكار الإعلام وتحويل الصحافة والاذاعة لقناة مفردة الصوت لتعظيم النجاح السياسي للقائد، وتعظيمه كقائد أوحد.

ـ تضخيم الانجازات والمراهنة علي تقديمها باعتبارها الثمرة التي يدفع ثمنها الجمهور العريض بغياب الحريات و التضحيات الجسيمة ، وبقاء حالة الصراع العنيف مع أجزاء الداخل أو الخارج 

 النتيجة علي المدي المتوسط:

ـ سندات الدين تصل إلى حجم كبير جدا، والدين الخارجي يبلغ مستويات غير قابلة للاحتواء، فيزداد حشد الجماهير ضد الأعداء الداخليين والخارجيين بطريقة غير مسبوقة.

ـ ينشأ عن الحلول الوقتية ـ في المدي المتوسط لا الطويل ـ أوضاع كارثية مأساوية مدمرة، تعود بالأمور إلي ما دون نقطة البداية مع الديكتاتور.

ـ تعجز آليات الديكتاتورية عن احتواء الموقف عمليا، مما يجعل انفجار المشاكل من الداخل imploding ، أمرا حتميا و مفروغا منه، والدروس واضحة وجلية ليس في تجربة النازي فقط، ولكن في تجربة الاتحاد السوفييتي أيضا.
--------------------
بقلم: جمال محمد غيطاس

مقالات اخرى للكاتب

البلوى الرابعة للتطبيع: ضرب مصالح مصر بمجال الكابلات البحرية





اعلان