10 - 05 - 2025

تقرير يكشف عن ظروف الاحتجاز داخل المعتقلات الإسرائيلية "انتهاكاات جسيمة حتى ضد المعاقين عقليا"

تقرير يكشف عن ظروف الاحتجاز داخل المعتقلات الإسرائيلية


تعيش الفئران بجوار جدرانها العفنة، تعج بالصراصير، وأما فرشها فتعشش داخلها البراغيث، تلك هي زنازين السجون الإسرائيلية التي يجبر الأسرى الفلسطينيين على الاكتظاظ داخلها من دون السماح لهم بالاستحمام.

هذا ما كشفه تقرير صادر عن مكتب المدعي العام الإسرائيلي، اليوم الأحد، والذي بحث في ظروف الاحتجاز  داخل المعتقلات والسجون الخاضعة لمصلحة السجون الإسرائيليّة،  وذلك عقب خمسين زيارة من طواقم من مكتب الادعاء لـ29 مرفق، و13مركز احتجاز في المحاكم خلال عاميّ 2017 و2018.

ورصد التقرير انتهاكات لحقوق الإنسان، تجسدت في "الظروف القاسية للفصل والعزل الانفرادي، والاكتظاظ الذي لا يطاق، والاستخدام غير المتناسب للقيد والأوضاع الصحية السيئة"، بحسب ما ذكر موقع عرب 48.

كما رصد التقرير أن "السجناء الذين يعانون من إعاقات عقلية غالبا ما يتم احتجازهم في ظروف قاسية في غرف منعزلة وتحت رقابة قاسية من شأنها أن تفاقم أوضاعهم النفسية".

وحول الأسرى الأمنيين والسياسيين فإنه يتم إحتجازهم  في ظروف اكتظاظ مزرية، وذلك على الرغم من قرار المحكمة العليا بتقليل الاكتظاظ والسماح لكل سجين وأسير أمني بمساحة معيشية لا تقل عن ثلاثة أمتار مربعة، إلا أن السجون الأمنية ما زالت تعاني من أوضاع يضطر فيها الأسرى إلى النوم على الأرض لعدم توفير أسرّة لهم.

وجاءت التفاصيل بحسب التقرير الإسرائيلي على النحو التالي:

يجبر الأسرى داخل معتقل "عوفر" على النوم أرضا، بسبب الاكتظاظ، حيث يوضع12 أسيرًا في زنزانة معدّة لـ10 فقط، كما سجل انتهاك مماثل في معتقل "مجيدو"، أما في سجن "شيكما"، فأصبح من الواضح أن هناك أسرى يعيشون في زنزانة مساحتها 1.5 متر مربع، وأن الاكتظاظ في 16 منشأة اعتقال كان أقل من المعيار الذي حددته المحكمة العليا.

وحتى في مراكز الاحتجاز في المحاكم، وثقت ظروف سيئة من الاكتظاظ ونقص في الظروف الصحية والتهوية. وجاء في التقرير "على الرغم من محاولات تحسين الظروف المعيشية للسجناء، فإن الوضع في مرافق الاحتجاز التي تم فحصها ليس مرضيا، وهذه مشكلة في جميع أنحاء البلاد وتضر بكرامة الإنسان".

وقال التقرير أنه من بين المحاكم التي عثر فيها على عيوب وظروف مزرية من ناحية الاكتظاظ، محاكم الصلح في القدس وريشون ليتسيون، وبيتح تكفا، والخضيرة و"الكرايوت"، والمحاكم في الناصرة وحيفا وفي المحكمة المركزية في القدس.

* في عام 2017، تمت معاقبة 74% من القاصرين الذين يمثلهم مكتب المدعي العام، عبر فرض الحبس الانفرادي عليهم لمرة واحدة على الأقل في العام، فيما عوقب نصفهم عدة مرات في الحبس الانفرادي.

وقال مكتب المدعي إن البيانات تشير إلى الاستخدام المتكرر والمقلق للحبس الانفرادي للقاصرين، وبين التقرير أن هناك فجوة كبيرة بين ظروف احتجازهم في الحبس الانفرادي وبين المعايير الدولية.

* في عدد كبير من مراكز الاحتجاز التي تم فحصها، لا توجد ظروف تسمح بعقد لقاءات بين المحامين والمعتقلين والتي من المفترض أن تتيح ممارسة الحق في التشاور.

هذا إلى جانب العيوب في العديد من مراكز الاحتجاز، لكن الأبرز كانت في محكمة الصلح في القدس ومحكمة الصلح في الخضيرة.

* خلال الأعوام 2017-2018، كما في الماضي، كانت هناك حالات لتقييد السجناء بشكل يتعارض مع القانون، وقد وجدت حالات قصور في مسألة تقييد السجناء في محاكم الصلح والمركزية في القدس، وفي حيفا وفي محاكم الصلح في الخضيرة وفي منطقة "الكرايوت".

 * تعرض السجناء للتفتيش العاري كإجراء للردع، خاصة في مراكز الاحتجاز، وتم تنفيذ ذلك في العديد من مراكز الاحتجاز والاعتقال، "وذلك دون أن يثير السجناء أي شكوك معقولة"، وفي أحد الأيام تم إخضاع 50 سجينا للتفتيش العاري.

* ممارسة أساليب للعقاب في مراكز الاحتجاز، بشكل يتعارض مع القانون، ولعل أبرزها تقييد وربط الأسرى والمحتجزين بأسرّتهم، وفي بعض الحالات، وجد طاقم مكتب المدعي أنه يتم ربط السجناء المضطربين عقليا.

وكشف التقرير عن تلك الممارسات داخل سجن "أوفيك"، حيث يتم احتجاز واعتقال أبناء الشبيبة، سجلت هناك 30 حادثة في الشهر تم خلالها ربط أربعة سجناء بالسرير، بينما في سجن "معسياهو"، سجل خلال نصف سنة 60 حالة تقييد للسجناء بربط للرجلين ولليدين معا.

* الظروف الصحية غير ملائمة في 19 من مرافق الاحتجاز والاعتقال، وتعرف بعض الأقسام بأنها "غير صالحة للسكن البشري".

 ففي سجن "إيشيل"، شوهدت فئران قرب جدران متعفّنة في الزنازين والأقسام، في العديد من السجون، دورة المراحيض والاستحمام بنفس المكان، بحيث يقوم السجناء باحتياجاتهم والاستحمام في نفس المكان.

وفي سجن أيالون، قال السجناء إنهم يفضلون النوم على الأرض بسبب البراغيث في الأسرة والفراش، وشوهدت البراغيث في مرافق أخرى، وفي إحدى الزيارات دخل طاقم مكتب المدعي إلى زنزانة مليئة بالصراصير.