جمعة طوغان: هناك العديد من الحلول البسيطة للقضاء على"السوسة الحمراء" ويطالب ببرنامج وطني للاستفادة من النخيل
ظهرت مؤخرا حشرة تسمي بــ" سوسة النخيل الحمراء" وتلقب احيانا بـ"ايدز النخيل" للخسارة الفادحة التي تسببها وهي من أخطر الآفات الحشرية التي تهاجم النخيل وتقضي عليه، في العالم العربي، وتم اكتشاف أول إصابة "بالسوسة الحمراء" في السعودية وخاصة محافظة القطيف بالمنطقة الشرقية في بداية عام 1987م، ثم انتشرت بعد ذلك في الدول العربية المختلفة وأصبحت أخطر آفة تهدد النخيل في مصر والعالم العربي.
الحشرة عبارة عن سوسة يبلغ طولها حوالي 3 سم وعرضها نحو 1سم، ولونها بني مائل للاحمرار مع وجود نقط سوداء على الحلقة الصدرية، ولها خرطوم طويل هو أقصر في الذكر منه في الأنثى، كما يتميز الذكر عن الأنثى بوجود شعيرات على السطح العلوي للخرطوم، وتعيش الحشرة الكاملة من شهرين إلى ثلاثة أشهر، ويمكن مشاهدتها على مدار العام ولكن ذروة مشاهدتها تكون في شهري مارس ويونيو، والحشرة الكاملة لا ضرر منها، لأن العذارى في الشرائق تكون عادة في المحيط الخارجي بساق النخلة أو في قواعدها، وتبيض الأنثى من 200 إلى 300 بيضة، ثم تبدأ في نهش قلب النخلة.
ظهرت الحشرة في مصر عام 1995منتقلة من دولة الامارات ومنذ 22 عاما وهناك محاولات عديدة لمحاربتها ولكن لم تنجح اي محاولات بعد لدرجة ان الحشرة تمكنت من منطقة سيناء مما جعلها تقضي على معظم النخيل بالمحافظة وكذلك محافظة الوادي الجديد.
التقت "المشهد" بالخبير الزراعي وصاحب العديد من براءات الاختراع في مجال الزراعة، المهندس جمعة طوغان وذلك في محاولة للوصول إلى حل ينهي على هذه الحشرة.
في البداية قال "طوغان" في تصريحه لـ"المشهد": ان هذه الحشرة تعيش داخل أنفاق تصنعها بنفسها داخل النسيج الخشبي حيث تعتبر مأوى لتواجدها، وتعد الحشرة الكاملة لها المقدرة على الطيران لمسافات بعيدة حيث تطير لمسافة 800-1200م طيران متواصل دون توقف ولعدة كيلو مترات طيرانا متقطعا مما يساعد على سرعة انتشارها لافتا الى انها تصيب الهيكل الأساسي (الجذاع الرئيسي) للأشجار، ولها عدة أجيال في السنة تصل إلى ثلاثة أجيال وتكون هذه الأجيال متداخلة.
ورأى "طوغان" انه لا بد الاستفادة من خصائص وعادات الحشرة وسلوكها المعيشي مثل حاسة الشم القوية والتي يمكن ان نستفيد من تلك الخاصية بوضع روائح منفرة للحشرة مثل الكبريت الزراعي وبعض الروائح النفاذة مثل الثوم وغيره أو بعض الزراعات الطاردة للحشرات مثل السمسم، والحشرة من طبيعتها ان تضع البيض في كتلة تصل الي 300 بيضة كل بيضة تتحول الي يرقة وكل يرقة تحفر نفق وتفرز مادة جيلاتنية تسد النفق خلفها مما يجعل طرق مكافحتها صعبة جدا ولكن في النهاية هي محبوسة داخل نفق في جسم النخلة يمكن قتلها بواسطة مكافحة ميكانيكة بواسطة سلك يصل اليها ويقتلها، أو يمكن استخدام الماء المغلي في رشاشة المبيدات او نحضر مضخة قوية ونضخ الماء المغلي في الثقوب مما يعمل علي اذابة المواد الجيلاتنية المتصلبة مما يمكن من ان يصل الماء المغلي لليرقة ويقضي عليها وينظف النفق من كل أطوار الحشرة، ومن ثم تعبئة بتربة نظيفة مما يشجع النخلة علي اخراج جذور جديدة في هذة الانفاق مما يقوي صلابة النخلة مرة أخري.
وأضاف "طوغان": كذلك ننصح بالترديم حول جذع النخلة مما يمنع الماء من الوصول الي الخشب والذي يسبب جذب الحشرات بسبب رائحة الخشب المبتل مما يحد من جذب الحشرات الي جسم النخلة بجانب الفحص الدوري للنخلة والتخلص التام من النخيل المصاب بحقنة بأحماض قوية للتخلص من كل أطوار الحشرة.
وأشار المهندس جمعة إلى أنمعظم الدول العربية وخاصة دول الخليج تقوم بعمل حملة قومية للقضاء علي سوسة النخيل وينفق عليها ملايين كثيرة لحماية الشجرة الكنز والتي تمثل دخلا أساسيا للعديد من الدول .
ولفت "طوغان" إلى أن إسرائيل حاليا تمثل رقم واحد في العالم في تصدير تمور المدجول غالية الثمن وتمثل صنف دجلة نور في تونس البلد رقم واحد في الصادرات التونسية، مضيفا: يكفي ان نعلم ان سعر 1كجم من صنف المدجول وصل الي 85 ريالا في المملكة العربية السعودية، والنخلة المصرية أعلي انتاجية علي مستوي العالم، كل هذا يجعلنا نهتم بعلاج اشجار النخيل وصيانتها وعمل برامج وطنية للقضاء علي سوسة النخيل .
ونصح جمعة طوغان ببرنامج وطني لتغيير الأصناف الحالية بأصناف فاخرة مثل الميدجول، الذي يجود في الجنوب، والبرحي الذي يجود في الوسط، والحياني ودجلة نور والسكري وغيرها من الأصناف المعروفة عالميا ولها أسعار تسويقية عالية .
وأكد المهندس جمعة طوغان أنه لا يوجد للحشرة أعداء طبيعيون في مصر والمنطقة العربية لذلك ينبغي ان تطبق برامج لطرد الحشرة بعيدا عن النخلة ولا يوجد أي عائل للحشرة سوي النخلة مما يسبب موتها خصوصا ان عمر الحشرة يتراوح بين 3- 4 شهور.
واختتم "طوغان" في حديثه لـ"المشهد" قائلا: ان الحلول كثيرة والبدائل أكثر، ويجب علينا التنفيذ وحماية ما تبقى من ثروتنا في النخيل وعدم السماح لـ"ايدز النخيل" للقضاء عليها، وكذلك يجب علينا الاستفادة من النخلة المصرية أكثر من ذلك مع الوضع في الاعتبار أنها الأعلي انتاجية علي مستوى العالم .
يذكر ان المهندس جمعة طوغان له العديد من براءات الاختراع وتم تكريمه اكثر من مرة في دولة الامارات كما ان وزير التنمية المحلية ووزير الري قاما بزيارته في مقر وزارة الري بمدينة البدرشين لرؤية مشروع المعالجة الفورية لمياه الصرف الصحي بدلا من اهدارها، وذلك يعد حل لمشكلة المياه في مصر لمواجهة سد النهضة ومشاكل ارتفاع زيادة السكان، وكانت "المشهد" من أول الأبواب التي طرقها العالم جمعة طوغان منذ عام 2012 لتسليط الضوء على فكرته.
----------------------
تقرير - أحمد صلاح سلمان