25 - 04 - 2024

حرية الصحافة وشراب الخروب

حرية الصحافة وشراب الخروب

في الوقت الذي تستضيف فيه العاصمة الإثيوبية أديس بابا فعاليات الاحتفال الرئيسي باليوم العالمي لحرية الصحافة لعام 2019، قررت المؤسسات الصحفية والإعلامية المصرية الحكومية والأهلية تسليط الضوء على ما هو أهم وأبقى وأنفع للناس من الصحافة وحريتها، ألا وهو دخول شهر رمضان وما يرتبط بالشهر الفضيل من خريطة المسلسلات وبرامج إعداد المأكولات والمشروبات.

المجتمعون في أديس بابا اختاروا عددا من القضايا ثقيلة الظل، المتعلقة بالتهديدات التي تواجه الصحفيين في العشرات من بلدان العالم، ومنها الرقابة وتعليق وحجب المواقع الالكترونية والمضايقات التي تواجه المحررين من اعتداءات واعتقالات واغتيال في بعض الأحوال، وهي ملفات لا أظن أنها تهم جمهور بلادنا الذي أهل نفسه للاستلقاء على "الكنبة" لمتابعة برامج الطبخ قبل الافطار وحلقات الدراما بعد صلاة العشاء.

الهيئات الدولية المعنية ومنها الأمم المتحدة ذكرت الحكومات في اليوم العالمي لحرية الصحافة الموافق 3 مايو، بضرورة احترام التزامها بحرية الصحافة، وكأن الأنظمة المختلفة في حاجة إلى من يذكرها بتلك الأمور التي تجاوزها الزمن، وإمعانا في التدخل فيما لا يعنيها اختارت منظمة اليونسكو ومفوضية الاتحاد الأفريقي شعار "الإعلام من أجل الديمقراطية.. الصحافة والانتخابات في زمن التضليل الإعلامي" ليصبح عنوانا لتلك المندبة السنوية.

ومن باب النكد على المواطنين المسالمين في بلادنا والذي سلموا أمرهم لله وكنوا في منازلهم في انتظار الشهر الكريم، خرج الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بتصريح غير مفهوم قال فيه: "لا تكون أي ديمقراطية مكتملة دون توفر إمكانية الحصول على معلومات شفافة وموثوقة.. إنها حجر الزاوية لبناء مؤسسات عادلة ونزيهة، وإخضاع القيادات للمساءلة، ومواجهة من في يدهم السلطة بالحقائق." 

تصريح جوتيريش دليل على عدم فهمه لطبائع وثقافات دول كالتي نعيش فيها، فكيف لنا أن نخضع قادتنا السياسيين للمساءلة، ألا يعرف أننا فوضناهم أمرنا إيمانا منا بقدراتهم على تحقيق أمانينا وتحويل أحلامنا إلى واقع منجز، ثم ألا يعلم هذا الأمين أننا على أبواب شهر كريم، والكريم لا يضام. 

على أي حال، وإيمانا مني بالأولويات التي حددنها لأنفسنا، فسأخصص ما تبقى من هذه الزاوية للحديث عن فؤائد مشروب الخروب أو في رواية أخرى "الخرنوب" الذي ينساب إلى الجوف بعد ساعات الصيام الطويلة فيذهب الظمأ ويبل العروق، وظني وليس كل الظن أثم أن هذا الموضوع أكثر قيمة من الحديث عن الصحافة وحريتها أو الانتخابات والديمقراطية والمساءلة ومثل تلك الأشياء عديمة الجدوى. 

بحسب مصادر طبية متعددة، فأن عصير الخروب من المشروبات الباردة ذات القيمة الغذائيّة العالية؛ حيث يحتوي على عناصر مُهمّة لصحة الجسم كالحديد، والكالسيوم، والبوتاسيوم وغيرها من العناصر.

ويزيد الخروب من مناعة الجسم وبالتالي يرفع من مقاومته للأمراض، ويفيد شرابه الجهاز الهضمي فهو يعالج الحموضة ويمتصّ السموم من الأمعاء ويقضي على الجراثيم، وينصح به لمن يعانون من قرحة في المعدة والأمعاء؛ كما أنه يحمل خصائص مضادّة للبكتريا والطفيليات وبالتالي فالخروب يخلص الجسم من السموم، فضلا عن أنه يُخفّف من حدة السعال، ويزيد من اتّساع الشعب التنفسية، ويدرّ البول جيّداً، وبالتالي فهو يُخلّص الجسم من الماء الزائد. 

ليس ذلك فقط، فهذا الاكتشاف الذي أكرمني الله بالبحث عنه قبل كتابة هذه السطور، يقلل من معدل السكر في الدم، ويُقلّل أيضا من معدل الكولسترول في الدم، لاحتوائه على نسبةٍ عالية من المواد المضادّة للأكسدة، ويُعتبر أحد المشروبات الجيّدة لصحة وسلامة الجهاز العصبي؛ لاحتوائه على فيتامينات (أ، وب1، وب2، وب3). 

والأدهى في هذا المشروب السحري أنه مقاوم لمرض السرطان لاحتوائه على مواد مضادّة للأكسدة، كما أنه ملين طبيعي، وللرجال فيه مآرب أخرى حيث ثبت علميا أنه مقوي ومنشط عام.

ولا يوجد أسهل من إعداد هذا الاكتشاف، فما عليك سوى تقليب نصف كوب من مفروم الخروب على النار مع كوب من السكر حتى يذوب الأخير، ثم يضاف الماء ويترك المزيج يغلي على نار منخفضة لمدة 20 دقيقة، ثم يصفى ويضاف إليه الماء البارد ويحلى، وبالهنا والشفا.

ولله في خلقه شؤون
-----------------------
بقلم: محمد سعد عبد الحفيظ 
كاتب صحفي – عضو مجلس نقابة الصحفيين 

مقالات اخرى للكاتب

تمرد الإمام على ثنائية «الكاهن والفرعون»





اعلان