قضى الأمر وتم إجراء الاستفتاء على التعديلات الدستورية وتم إعلان موافقة الناخبين عليه بأغلبية تجاوزت 88% وبنسبة مشاركة تعدت 44% ممن لهم حق التصويت.. قضى الأمر ولم يعد من المفيد البحث عن إجابات لأسئلة من عينة هل حقا جاءت التعديلات بمبادرة من مجلس النواب أو البرلمان دون طلب أو تدخل أو حتى معرفة من قبل رئيس الجمهورية؟! ولم يعد من المفيد الحديث عن مشاهد أيام الاستفتاء بكل ما أثارته.. ولم يعد من المفيد الحديث عن صحة نتائج الاستفتاء ومدى صدقيتها خاصة وأنها جاءت من قضاة أفاضل يعرفون قيمة الحق والعدل.
وأحسب انه من الأفضل والمجدى والمفيد لنا جميعا أن نتعامل مع الأمر الواقع، الذى يقول تم إقرار التعديلات الدستورية وعلينا أن نتعامل بواقعية مع اثارها ونتائجها ومن ذلك:
* متى ستتم الدعوة لانتخابات مجلس الشيوخ، الغرفة الثانية للبرلمان، وكيف سيتم اختيار المعينين به وهل سيقدم أصحاب الخبرات والكفاءات أم سيقدم من دونهم من قبيل رد الجميل على خدماتهم ومواقفهم المؤيدة.
* متى سيتم انتخاب نائب أو أكثر للسيد رئيس الجمهورية، وهل سيختار الرئيس من الدائرة التى عاش فيها معظم حياته أم سيوسع دائرة الاختيار.. وهل سيكون النائب له اختصاصات ومسئوليات حقيقية أم سيكون ضيف شرف يكتفى بالأدوار البروتوكولية والمراسمية والاستقبال والتوديع وقص الشريط فى الأماكن النائية.. وهل سيسمح للنائب أو نواب الرئيس التواصل مع الجماهير مباشرة أم سيقتصر تعاملهم من خلال فخامة رئيس الجمهورية وبما يسمح به لهم.
*التعديلات الدستورية أعطت للرئيس الاستمرار فى منصبه حتى عام 2024 بدلا من 2022 ونتمنى للرئيس كل التوفيق.. وعلينا أن نفكر من الآن فى الانتخابات الرئاسية التى ستجرى فى 2024 وهل ستشهد منافسة حقيقية.. وهل تفرز السنوات القادمة مرشحين حقيقيين يقبل فخامة الرئيس أن يخوضوا الانتخابات أمامه، ويثق فى طهارتهم ونظافة أيديهم.. وماذا لو رشح أحد نواب الرئيس نفسه لانتخابات الرئاسة، وقرر منافسة الرئيس مثلما يحدث فى العديد من دول العالم.
فى كل الأحوال من العيب أن نتعامل مع التعديلات الدستورية على أنها تمنح صكا لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي للبقاء في الحكم حتى 2030 وننسى أن هناك انتخابات رئاسية فى 2024، قد يترشح لها السيسي وقد يرى الاكتفاء بما قدمه لمصر ويعطى الفرصة لآخرين.
وعلينا ألا ننسى للحظة واحدة أن الشعب هو صاحب الكلمة الفصل وهو صاحب السيادة وصاحب الفخامة وهو من يعلى من قيمة الدساتير وهو من يسقطها.
--------------------
بقلم: عبدالغنى عجاج