" استشهاد نقيب الشرطة ماجد عبد الرازق 27عاما، مباحث قسم النزهة، والسائق المدني سيد محمد ".. كان الشهيد في مهمة تفقد الأمن فجرا، واقترب من سيارة مشبوهة أرقامها مدونة بخط اليد، فعاجله ركابها بوابل رصاص من رشاش آلي.. الخبر غمد خناجر الحزن في قلوبنا، وأيقظ الذاكرة بمئات من صور اغتيال أولادنا شهداء الضمير والواجب، شرطة وجيش.. اغتيال الشهيد ماجد فجًر غضبنا من التقصير في تأمين حُراسنا.
يا سيادة وزير الداخلية أنت المسئول بعد الخالق، عن تأمين حياة كل من ينتمي للشرطة وخدمة الشعب.. التأمين بتدريبهم على التعامل مع الخطر، وبتسليحهم بالقمصان الواقية، التأمين والتدريب واجب وحق لا يحتملا تأجيل، أو انتظار دعم، أو قرض أو ميزانية دولة!! إذا كانت الملايين حصيلة مخالفات المرور ورسوم التراخيص لا تكفي، اطلب أرض دولة لإنشاء مصنع قمصان واقية!!
التأمين القاصر لخيرة شبابنا، هو تسهيل لاقتناصهم، وهو نشر الخوف والفزع من مغامرة تأدية الواجب.. لماذا الإصرار على الكمائن الثابتة، وهي أهداف ثابتة تحدد للعدو مواقعهم!! ومعلوم أنها غير مدعمة بكمائن قريبة لسرعة نجدتهم أو سرعة ملاحقة الجناة!! معروف أيضا لجميع المصريين أن الميكروباصات– ملاكي أو شرطة- هي وسيلة المباحث للتخفي أثناء الحملات والمطاردات، لذلك بمجرد ظهورها في مكان اشتباه ينهال الرصاص.. يتساقط الشهداء ويفر المجرمون!!
بالإضافة للأهم، وهو وعيي الشعب بأن أغلب الاغتيالات الانتقامية من الشرطة أو القضاء أو المسيحيين، إنما هي توابع صدور حكم مدني أو عسكري بإعدام إرهابيين.. ولا مجال للتذكير بما لن ننساه من تنكيل بالشرطة إبان حكم الاخوان، لأن الملف مُثقل والنفس حزينة، واستعادة احساس الخوف أسهل وأسرع من جهود نشر الأمان.
يا وزير الداخلية تعبنا من الجنازات الرسمية الفخيمة وتكريمات الشهداء.. نريد الفرح ببطولاتهم في حياتهم، نريد أوسمة بطولاتهم على صدورهم وليس على قبورهم.. تأمين جسد الشرطة بالقمصان الواقية، وتأمين أداؤها بالتدريب وتحديث التدريب أولا حتى عاشرا.. سرعة وسهولة اغتيال أولادنا البواسل يدعم خوفنا، ويزرعه في زملائهم، ويمهد العقول لقبول الشائعات والتشكيك في القرارات وفي الأحكام وفي النوايا.
رصاصة.. أغلقت ملف خدمة نقيب مباحث ماجد عبد الرازق، وأودعته خزينة شهداء الواجب مغلفا بدموع وعلم مصر.. فلتكن أصوات هذه الرصاصات هي نداء عاجل لتأمين كل أفراد الشرطة بالتدريب والتأهيل.. والأهم بالقمصان الواقية الأصلية الخفيفة، وليس المحشوة سيراميك أثقل من وزن المجند.. خالص العزاء لزملاء الشهيد بمباحث النزهة، ولكل من له صفات وبسالة الشهيد.
--------------------
بقلم: منى ثابت