15 - 05 - 2025

إعلام بدون ضمير.. وشعب "يفقس" البيض الفاسد

إعلام بدون ضمير.. وشعب

والله لا أقصد وصفنا نحن الإعلاميين وأنا منهم بوصف مسيء، ولكننى أصف أكثر إعلامنا الذى بات بلا ضمير.. إسمع أى محطة إذاعية الآن.. من برنامج عام، لشباب ورياضة، ونغم اف ام، و9090 ، أو حتى راديو مصر أو شاهد اى قناة فضائية. ومن وراءها من رجال أعمال مبارك، من الوطنيين الفلوليين السابقين مصريه حكومية أو خاصة. 

وتعال قولى: ماذا شاهدت؟ وماذا استفدت. وبأى معلومة جديدة خرجت؟ ستكتشف.. أن البرامج هى هي، وأن الضيوف زى الكعب الداير.. من قناة لقناة، وأن الظرف بالنقود والذى منه.. جاهز للضيف، وستكتشف أن هناك جيشا من المعدين، من بتوع السبوبة، يعمل كل واحد منهم فى قناة بصورة علنية، ويتاجر بضيوفه مع قنوات أخرى.. من الباطن.

وستجد أن رؤساء التحرير اللى هما صحفيين فى الأصل، قاعدين فى مكاتبهم المكيفة أمام لوحات الكمبيوتر، يتابعون ما يحدث داخل الاستديوهات.. ويسلون أنفسهم طوال الوقت بألعاب الفيس بوك والكاندى كراش.. والذى منه.

أما المذيعون فحدث ولا حرج، فقد وصل معظمهم على وقت الهوا بالضبط، والبركة فى جيش السخرة من الشباب الذين يرضوا بالفتات وفى الإير بيس.. أو سماعة الأذن التى تنقل لآذانهم كل شاردة وواردة، وسؤال للضيف وأجارك الله إذا تعطل الإيربيس، أو كان المذيع أوالمذيعة -لا سمح الله- سمعه تقيل شوية حتسمع الكوارث، والمبتدا المنصوب، والفاعل الذى اصبح مفعولا به! ببركة دعاء الوالدين إلا من رحم ربى بالطبع. 

فهناك مذيعون عندهم بحكم خبرتهم الصحفية، قدر من الثقافة والوعى تخليهم يتكلموا ويحاوروا الضيف لدقائق تعد على اصابع اليد الواحدة.

ليه بقى الكلام ده؟ الإجابة ببساطة.. هى أن دول بقوا بتاريخهم المعروف، بالأكل من كل الموايد، ونفاق ده وده، بس أبجنى تجدنى، هما اللى بيتحكموا فى الناس الغلابة.. وفى عقولهم الطيبة واللى بيصدقوهم بحسن نية والأغرب أنهم بيعملوا ليهم - مش بس غسيل مخ- دول بيعيشوهم فى كوكب تانى، وبيمنوهم بأنهار.. من اللبن والعسل.

وكمان خد عندك.. لما قعدوا يدوروا على رؤساء تحرير جدد للنهوض بالصحف القومية، عينيهم راحت على طول لرؤساء تحرير فى البرامج دي مش دول برده رؤساء تحرير؟ واحنا عاوزين رؤساء تحرير برضك، والحكاية ببساطة إنها لعبة شيلنى وأشيلك،  ولا موهبة ولا كفاءة فى الأساس. لا سمح الله

هى رد جميل للاستضافة والتلميع والتنجيم.. فى تلك البرامج وبرضه للقرشين الحلوين، اللى جم منها، وأهو كله غسيل سمعة، قبل ما يكون غسيل أموال، لا يعرف أحد بالضبط من أين جاءت؟ وإن كان تاريخ بعض أصحايها الشهير يديك الأمارة.

هى الحكاية ناقصة؟ إعلام مضلل ماشي، لانه بقى واقع ومتعايشين معاه، بس إنك تحاول توجد شعب ولا مؤاخذة – على مقاسك - فده هو اللى.. مش مقبول 

بضاعتكم فاسدة وستبور فى لحظة ما، فلا تحاولوا معنا، فبيضكم الفاسد معروف وشرفكم المصطنع مفقوس مهما حاولتم أن تخفوه.. وراء ملايينكم المكدسة؟
-----------------------
بقلم: خالد حمزة

مقالات اخرى للكاتب

كلام والسلام | عن .. الحمير