18 - 04 - 2024

الرئيس المريض!!

الرئيس المريض!!

والله العظيم حاجة تجنن ..رئيس بحجم دولة كبيرة مثل الجزائر لم يتحدث لشعبه منذ اكثر من أربع سنوات مضت ، يجلس على كرسي متحرك - مما يعنى ان حالته حرجة للغاية - ومازال يتمسك بالسلطة والعهدة الخامسة أو هكذا يزعمون !!!

الأمر الشديد الغرابة والذى يدعو إلى الضحك المر الممزوج بالبكاء ، أن من يمسك بمقاليد السلطة فى الجزائر الآن ، يستدعى صورة فوتوغرافية بحجم كبير لبوتفليقة لتكون حاضرة بدلا من الرئيس الغائب او المغيب فى الفعاليات المهمة التى تتطلب حتما وجود الرئيس ، وهذا أمر لايحدث إلا فى منطقتنا العربية !!

لاشك ان بوتفليقة فى مرحلة ما قد حقن دماء الجزائريين ، وأطفأ نارا كادت تأكل الاخضر واليابس فى الجزائر الشقيق بعد العشرية السوداء الكريهة التى أوقدت لهيب الفتنة بين الجزائريين .

الجزائريون يدينون لبوتفيلقة بالفضل، لأنه ساهم بقدر من الاستقرار فى بلادهم فى مرحلة حرجة ، حتى وإن كان الكثير منهم يعانى فى عهده من المحسوبية والفساد ، لكن من منطق أن هناك ضررا اقل سوءا من مصيبة كبرى كادت تعصف وتفتك بالبلاد والعباد ، فقد رضى الجزائريون واستسلموا للامر الواقع ، وقنعوا بأن ذلك هو المتاح حاليا.

المظاهرات السلمية التى تعم الجزائر هدفها استقرار البلاد ، وليس اى شئ آخر ، فغياب الرئيس عن الساحة الجزائرية والدولية، بما فيها من أحداث ساخنة ، وتطورات أقليمية ملتهبة غاية فى الخطورة ، يعرض الجزائر لهزات سياسية عنيفة ، ويلحق بها أضرارا اقتصادية لاتحمد عقباها .

التلميح والتهديد من قبل القابضين على السلطة الآن ، بأن الجزائر قد تتعرض للفوضى والحرب الاهلية ، مثلما تعرضت له دول عربية كاليمن وليبيا وسوريا ، أمر يدعو للريبة وعدم الاطمئنان على مصير الجزائر ، فالجزائريون وفق هذه الرؤيا البغيضة ، مخيرون بين أمرين لاثالث لهما :إما الخضوع والاستسلام لهذا الواقع المهين ، وإما الفوضى والحرب الاهلية ، على الرغم من تمسك الشعب الجزائرى بالسلمية ، وحرص الجزائريين على إهداء الورود لأشقائهم من الجيش والشرطة.

غياب بوتفيلقة عن المشهد السياسى الجزائرى، يطرح مجموعة من الاسئلة المشروعة: ماهى الجهة أو المجموعة التى تدير الجزائر الآن؟ ومن الذى فوضها فى إدارة دولة بحجم القارة؟ وهل تملك من الكفاءة والحنكة السياسية مايمكنها من اتخاذ القرارات الصائبة؟ وهل البيانات التى يلقيها بوتفليقه على الشعب الجزائرى هى من صنع بوتفليقة حقا؟ وما هى الدلائل على ذلك؟ ومالذى يجبر الجزائريين لضرب اخماس فى أسداس وتقبل هذا الوضع المهين؟ وهل عدم الشعب الجزائرى الشقيق أن ينجب عشرات من الكفاءات السياسية التى تحكم الجزائر بعد بوتفليقة؟ وما سر تمسك من يقبض على السلطة الآن فى الجزائر بمنح الرئيس بوتفليقة سنة إضافية قال أنه لن يترشح بعدها بعد فوزه فى الانتخابات المقررة ؟؟ وهل يستطيع الرئيس المريض جدا أن يصنع لشعبه فى سنة مالم يصنعه على مدار اكثر من عشرين عاما وهو فى هذه الحالة الصحية الحرجة؟؟!

الجزائر الشقيقة العظيمة وشعبها المجاهد، الذى ضحى بأكثر من مليون شهيد لتحرير أرضه من اغلال الاستعمار الفرنسي، يدرك أن المستعمر قد عاد إليه مرة أخرى من الشباك ، بعد ان اخرجه المجاهدون الجزائريون من الباب الواسع الكبير ، عاد المستعمر إليه هذه المرة متسللا متخفيا لنهب ثروات وخيرات الجزائر من خلال فرض أجندات سياسية مشبوهة .

بالقطع لايريد المستعمر القديم الجديد أن يتمتع الجزائريون بالحرية فى اختيار رئيسهم، لأن ذلك يعنى للجزائر الاستقلالية والحرية فى اتخاذ القرار الذى يحقق مصلحة الجزائريين ، ويجنب بلادهم المحسوبية والفساد ، والصفقات المشبوهة بعشرات المليارات من الدولارات ، بالقطع لن يرضى المستعمر الجديد بذلك ، وسيعمل جاهدا لوضع اعوانه على رأس السلطة ، لكى يضمن وينعم بخيرات وثروات الجزائر.

الامر الآخر ان الجزائريين من أكثر الشعوب العربية غيرة وحماسا لنصرة القضية الفلسطينية ، ومعنى ذلك ان إسرائيل وامريكا وحلفائهما ، لايريدون للجزائر الحرية والاستقرار ، يريدون للجزائر ان يظل مكبلا بقيود الاستعباد . 

الحرية للجزائر بلد المليون شهيد وشعبها الحر المجاهد
---------------------
بقلم: محمد عويس

مقالات اخرى للكاتب

فتيات البحيرة واللغز المحير!





اعلان