27 - 04 - 2024

صفحات من دفتر حياة أحمد ياسين نصار"القديس اللي حب بلاده.. وبلاده ماخدتش لبالها!"

صفحات من دفتر حياة أحمد ياسين نصار

كنت داخل مكتبه باقدم رجل وأؤخر رجلا، ولما بقيت في حضرته وواقف قدامه حسيت بسكينة وراحة وانا بشوف ابتسامته الواسعة وازاي وقف يسلم بحب واهتمام، وهو بيمد يعزمني على الغدا..اللي كان عبارة عن عيش فينو وشاي، وولما نده وقال ياعم محمد ، دخل الساعي وقال له يجيب لي شاي شفته بيعامله ازاي ..

رجعت بضهري لورا علشان اشوف وافهم ايه حكاية البروفيسور والعالم العظيم الكبير اللي اسمه بيتردد في اعرق الجامعات والمؤسسات العلمية في العالم واكتشافاته اذهلت الجميع ، وهو قاعد بيغمس فينو بالشاي في مكتبه المتواضع بكلية علوم اسيوط ..واللي هو في نفس الوقت مفكر ومثقف عظيم ومناضل سياسي ماشتفتش ولا هشوف زيه في عمري.

بتكلم عن الدكتور أحمد ياسين نصار المفكر والمثقف والعالم الكبير اللي ما خدش 1 % من حقه على البلد والناس ، واللي المفروض ندرس قصة حياته لولادنا كنموذج لما يجب ان يكون عليه الانسان.

السيرة اللي تبقى محتار تبدأها منين ولا منين ، من أصله كمواطن مصري من قلب الريف الطيب وابن معلم فاضل في اللغة العربية ، ولا من دوره في حركة اليسار في الصعيد والناس اللي اتربت على ايديه وشربت من افكاره.

مشاهد كتير كتير لو اتجمعت تكفي فيلم وثائقي مهم مهم ..

يمكن منها مشهد البروفيسير والمفكر الكبير ده وهو شايل بايده الفطير المشلتت والجبنة والعسل بيوزعهم على عساكر الداخلية اللي واقفة تحت مقر الحزب كل ما بنعمل ندوة ولا احتفالية ..

ولا مشاهد السهرات اللي كنا نقضيها في بيته يحكي ويدرس ويعلم ويسمع ويناقش بحب ، بينما وابور الجاز بنقلي عليه طعمية عشان نعمل سندوتشات طعمية بالقوطة ..

ولا لما كان ياخدنا في عربيته المتواضعة نلف على القرى نعمل ندوات يشرح لهم فيها اللي بيحصل ايام العدوان على العراق ..ولا ولا

البدايات

الدكتور احمد نشأ في أبنوب.. أبوه الشيخ ياسين نصار من خريجي معهد اسيوط الازهري المبكرين ، والشيخ ياسين من فقراء الفلاحين ماكانش من كبار الملاك  ومع حوادث التار اللي انتشرت في فترة الثلاتينيات في أبنوب سافر للاسكندرية ، اتولد الدكتور نصار اول يوليو 1941 ، كانت والدته بسبب غارات هتلر علي الاسكندرية اضطرت للسفر للشرقية عند أخوها تولد هناك، وكأن القدر راسم له خريطة عبور وكرامات من الصعيد لاسكندرية للشرقية...في السنوات التالية رجع مع ابوه للصعيد ودخل المدرسة، وواصل باسيوط وبعدها دخل ثانوي في اسكندرية ثم علوم اسكندرية ودرس الكيمياء والجيولوجيا، وتخرج الرابع علي دفعته وتم تعيينه في معهد البحوث الطبية في قسم الطب النووي والإشعاع.

وهناك تدرب علي يد العالم الكبير الدكتور حسن كامل عواض ومن خلاله كان بيشتغل في وحدة النظائر المشعة بمفاعل أنشاص لأن رسالته للماجستير الأولي في الكيمياء الإشعاعية ، ولما سافر الدكتور عواض للإتحاد السوفيتي واتأخر ،اضطر دكتور نصار يبدأ من جديد في مجال الكيمياء الحيوية فكانت رسالته حوالين  حركية دواء البلهارسيا .

بيحكي لي الدكتور معمر نصار نجل العالم الكبير ان في الوقت ده كان فيه مشهد مفصلي في حياة استاذنا العظيم ..

الفكرة انه كان أول تطبيق لتقنيات النظائر المشعة في المجال البيوكيميائي والخلوي ، وقتها كان شغال لوحده وبقت قدامه كمية من المعطيات الرياضية والمعادلات والمنحنيات وبقي مش عارف يعالجها ..طبيعي لأن الراجل بتاع كيميا حيوية..

فمين هيحكم الرسالة؟

جابوا حد من قسم الرياضيات بجامعة القاهرة يراجع شغله ، ويتأكد من سلامة معادلاته،  الراجل فحصها وبعدين سأله: انت اتعلمت فين الكلام ده؟

فقال له انا اتعلمت في الطاقة الذرية وطورت الشغل بحيث اطبقه في علم الاحياء.

فقال له: عموما رياضيا كل معادلاتك سليمة ..انت رياضيا شغال صح ..لكن قوم اقف ..

فقام دكتور احمد وهو خايف افتكر الراجل حيشتمه ولا حاجة ، فقام الراجل حضنه ، وجاب مصحف.. قال له احلفلي ع المصحف ده انك هتعلم التكنيك ده والمنهجية دي لتلاميذك  في المستقبل.

وقال له كمان: دي مسئولية كبيرة وانت كفاءة نادرة وكون شخص يطلع من رحم تخصصين علميين ويقدر يجمع بينهم بجدارة في حقل وسط ويطلع بالنتايج دي يبقى عمل فتح علمي كبير، واحنا في اشد الحاجة كأمم ضعيفة للي يقول حاجة بس.

اللغة أو الفأس ..؟

في خضم الحياة طبعا تعرض دكتور احمد لتأثيرين اساسيين ، تاثير الاخوان المسلمين وتأثير جمال عبد الناصر ، اضافة لتأثير الموروث والتربية في الصعيد وعلي ايد شيخ أزهري.

والدكتور أحمد بيجيد التحدث بالعربية وصوته جميل لكن عنده تركيبة نفسية مرهقة في نفس الوقت، وحصل له تحول بسيط وقت الدراسة لما كان بيعلق تقريبا مجلة حائط كانت معروفة ان العيال المتأخونين بيكتبوا فيها، في الجامعة وهو طالب كان ميال للاخوان..

تشاء الصدف إن دكتور من قسم الكيميا كان اشتراكي ، نده عليه وقعد اتكلم معاه..

قال له انت يابني من الاف الشبان استفدتوا من الثورة صح \؟ الاسلام ممكن يكون طريقة لواحد غني يدخل الجنة بالصدقة، لكن لما تحب تبني أمة وتحشد قواها وتجيب الشبان اللي زيك بدل ما يبقي مستقبلهم محصور بين العمل في حقول الاقطاعيين أو بالكتير باشكاتب في دوايرهم ..مينفعش تبني ده بالصدقة ، والزكاة..

الانسان لازم يصنع نظرية ويصنع تطبيق.

 في الفترة دي الدكتور احمد كان بيقرا كتير حتي وهو راكب الترام وواقف في الزحمة، وبعد التخرج قرا مالك بن نبي وكانت ثورة يوليو بتحاول تلاقي خط بين التفكير العلمي المادي وبين الروحانية والموروث بحيث لا تنقطع مع التكوين الوجداني للشعب..

فكانت بتجيب كتب وتستضيف مفكرين لديهم الخط ده ومنهم مالك بن نبي، وفيما بعد بدا يقرا في الفلسفة، فقرا العقل والوجود ليوسف كرم، قرا كل اعمال هنري برجسون، وقرا كتاب أصل الأنواع...

 طبعا فترة فيها قلق وجودي الفلسفة المادية كانت بتمثل تحدي ذهني ونفسي كبير جدا، والعقاد وطه حسين وهارولد لاسكي.. وفي وسط الفترة دي اتعرف على  الدكتور زكي نجيب محمود \، وبقي من مريدينه ،فكان بيروح يزوره في بيته في الزمالك مابين 68 لحد 74، وكان بيناقشه في حاجات كتير من ضمنها كان ما أهم اختراع اخترعه الانسان .. هل هو اللغة أو الفأس ..؟

 بالمناسبة زكي نجيب محمود أشار للمناقشة دي في كتابه  ثقافتنا في مواجهة العصر.

دكتور معمر بيقول إن  عالمنا الكبير "كان طول الوقت مشغول بالكوانتم والنسبية..وعاملاله قلق ..

نفس القلق ده ورثته لما درست في الكلية ولقيت في مكتبته كتب دفعتني مسافات للامام وكراسات فيها تحليلات رياضية بخط دكتور احمد .. كانت بمثابة كنز بالنسبة لي ..

الحقيقة هو شخص بيسموه بالانجليزيةversatile  ..متعدد المواهب ..او له جوانب متعددة

فبجانب مهارته في الرياضيات والعلوم البحتة عنده حس أدبي وفني عالي جدا، وقدرة علي استكشاف انماط من الموسيقي والفن والتعرف علي عناصرها حتي بدون دراسة مسبقة .. بالاضافة الي موهبته في اللغة

واللي ورثناها عنه بدرجات مختلفة ، فهو يجيد نطق الحروف طبقا للغة، ويسهل عليه تعلم لغات جديدة، وتمثل ثقافات عدة، في كل بلد زاره  كان بيقدر يخلق علاقه معه..

في أثيوبيا تعلم الامهرية وقرا عن تاريخ البلد وحضر اعراس في عمق الريف الاثيوبي..

في مناطق جبلية وبحيرات بعيدة زمايله كانو بيخافوا يروحوا ويقلقوا عليه

وهو انسان بسيط لا يخجل أو يتعالي أن يتابط ذراع فراش المكتب ويمشي معاه يحكي بمودة وحميمية أو يجالس أي حد أو يحضر عرس في أي مكان

حتي هنا في السودان يذكرونه دوما العمال والبستانية ..لما كان يجي استاذ  زائر..والخالات ..ستات الشاي كما يسمونهم.

محطات البروفيسير العلمية

محطات الدكتور نصار العلمية كتير ومخدتش حقها من الاهتمام ولا  التقدير من بلده على الأقل اللي فضل انه يستمر فيها يفيدها بعلمه ورفض عروض مغرية جدا للعمل في اعرق المؤسسات العلمية في العالم ..

( 2 ) 

الدكتور أحمد تخصص وقت ما تخرج في الكيميا الإشعاعية واشتغل فيها 3 سنين أو أكتر قبل التحول للكيميا الحيوية، وتتلمذ على ايدين البروفيسير محمد خليل صلاح مؤسس العلم ده في مصر، وكان موضوع الدكتوراه بتاعه مرتبط بالكيميا النووية فكان بيشتغل علي حركية الأيونات علي الغشاء الخلوي باستخدام النظائر المشعة..

وزي مابيقول الدكتور معمر ..كان شغل رائد في العالم الثالث ولعبت ابحاثه دور مهم في فهم دخول اليود إلي الغدة الدرقية، طبعا بمشاركة ومجهود تلامذته اللي كان بيوجههم للمجال وبيختارلهم نقاط البحث ويتابعها وهو لديه رخصة من هيئة الطاقة الذرية ضمن عدد قليل في مصر للتعامل مع المواد النووية والنظائر المشعة

( 3 ) 

أهم البحوث في مجاله بدأت لما طرح لأول مرة كان حول انغلاق وفتح عنق الرحم اثناء الحمل والولادة واصبحت دي النظرية المعتمدة من وقت نشره لهذه البحوث وقبلها ماكنش فيه فهم كيميائي لآلية انقباض عنق الرحم أثناء الحمل ثم ارتخاؤه أثناء الولادة. واعتقد انه نشره في الولايات المتحدة وعمل ضجة..

ودكتور ممدوح شعبان كان مذهول وقتها وقال احنا أول مرة نفهم كيميائيا ماذا يحدث عند الولادة وكيف يستجيب عنق الرحم وينفتح

و في 2007 تم تكريمه من معهد سير العلماء الذاتية ..

 سنة 88 تسلم خطاب من نائب مدير جامعة كالفورنيا بيعرض عليه العمل ، براتب سنوي 65 الف دولار وقتها ومزايا رعاية صحية كان توظيف ثابت .

( 4 )

 يما بعد لما تفكك الاتحاد السوفيتي الدول الغربية عملت تضييق علي النظاير المشعة ومع توقف انتاج مصر منها ..ونفور الطلبة من بحوثها لصعوبتها لانها بتحتاج لتفسيرات رياضية وكفاءة معقولة في الرياضيات والفيزيا طبعا..

أضطر البروف نصار يوقف البحوث المعتمدة علي النظاير المشعة ويشتغل بتكنيكات أخري،  لان بقوا يلاقوا صعوبة في الحصول علي النظاير للبحث وبقت غالية من جهة تانية والمعامل المجهزة لها بدت تقدم والدولة تتلكأ في الصيانة أو لأن التعليمات كانت بمحاصرة النوع ده من البحوث وفعلا مش بس احمد نصار ، لأ غالبية جيله اللي اتقن البحوث دي بطلها من 94 تقريبا، وبقى نادرا ما تسمع حد عمل تجربة بنظاير مشعة من وقتها.

 ( 5)  

البروف نصار تركيبته مزيج من الرومانسية والشفافية الروحية مع العلمية الاكاديمية وكان ده بيفيده انه كان عنده جرأة يطرح تفسيرات غير مسبوقة حتي لو فيها شطحات ..كان ده اللي ثبته كعالم حقيقي مش مجرد حد معاه مؤهل كبير.

فمثلا.. بدأ بحوث في سموم العقارب في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينات ودي المحطة التالية الأكثر أهمية في مسيرته.

كان حسب روايته عنده قريب عنده بيت وقدامه شجرة وحاطط دكة فكانوا في الثانوي شباب يروحوا يقعدوله ع الدكة وكان يزعق لهم ويطردهم.. فكانو يقولوله روح يا شيخ يكش تقرص وانت قاعد ع الدكة.. المهم الراجل ده مكنش بيخلف بقاله 14 سنة ومرة قرصته عقربة فعلا وهوه قاعد ع الدكة.. بعدها خلف..

 فكان د. احمد لديه اعتقاد من وقتها ان لدغة العقرب عالجت له المشكلة.. فقرر يبحث هل في سموم العقارب مركبات ممكن تعمل كمحفزات للنمو؟

لان طبعا لما دخل مجال الكييما الحيوية والتحاليل عرف ان أحد أسباب العقم عند الرجال ضعف عدد الحيوانات المنوية..

قرر البروف يعمل تجارب على العقارب المنتشرة في اسيوط ويفصل منها مركبات،وبعت حد من تلاميذه لفرنسا عشان يتعرف على  المفصولات بتقنية متقدمة وقتها في فرنسا ..عند واحد اسمه هارفيا روشيه، وفعلا لقوا قطعة فيها خواص تحسن انقسام الخلايا ...

وبعدها عمل البروف نصار بحث تاني مع واحد من تلاميذهوهو الدكتور محمد محمود من جامعة الأزهر على تجربة التشعيع دي في تجديد نخاع العظام ، وفعلا اثبت وجود مفصول سمي قادر علي تنشيط عامل اسمه البراديكينين قادر علي ارخاء الشرايين وله خواص مجددة للخلايا مهما كانت درجة اصابتها أو تنخرها ..

(6 )

قدر في اخر بحث علي العقارب انه يفسر ليه الاطفال الملدوغين في المستشفي وبيجوا متأخر بيحصلهم هبوط ضغط مبيقدروش يرفعوه،  البحوث دي شارك فيها في امريكا في مؤتمر اوكلاهوما للجمعية العالمية للسموم الطبيعية سنة 87 وعملت هوجة لأن المفصولات كانت صغيرة وزنها الجزيئي صغير وكان الاعتقاد وسط العلماء ان عوامل النمو لازم تكون بروتينات كبيرة وزنها تقيل فهاجموه فترة لكن الصينيين والكوبيين خدوا كلامه جد ..

ودلوقتي فيه دوا كوبي بيعالج قروح القدم السكرية عبارة عن مفصول من سموم العقارب الكوبية علي غرار المفصول المصري. لكن في مصر وطوال تقريبا ربع قرن رفضت اكاديمية البحث العلمي تسجيل براءة في الموضوع بزعم انه مادة طبيعية أو حتي تسجيل فكرة أو مستحضر مشتق منها ،  لكن الكوبيين قدروا يطوروا منه دواء .

(7) 

المحطة التالتة كانت الشغل علي معقدات النحاس ذات الاثر البيولوجي.. في منتصف السبعينيات فيه عالم امريكي استاذ في علم الأدوية اسمه جون سورنسون حضر معقد نحاس (المعقدات مركبات شديدة الثبات لها خواص مميزة) حضر معقدات من مضادات الالتهاب اللاستيرويدية زي الاسبرين، ولقي ان أثرها الدوائي زاد وأثارها الجانبية بتقل جدا

فبدأ تجربة طبية في جامعة كولورادو في 78 علي حوالي 600 سيدة مصابة بالروماتويد بعضهم كانت لديها حالات تشوه في المفاصل، واستطاع بمعقد الاسبرين مع النحاس انه يشفي اكتر من 80% من الحالات وحتي إنه بعض حالات تشوه المفصل اتصلحت، وبقية  الستات اختفت الاعراض المرضية تماما

بروف نصار كان انجذب للموضوع ده  لانه كان بيبحث عن انه يلاقي علاجات لامراض التهابية شديدة زي التهبات المفاصل والتهابات العضلات أو موت العضلات وعدد من الامراض الالتهابية..

اشتغل علي معقد نحاس مع حمض النيكتنك  وقدر يثبت نشاطه البيولوجي وجربه في معالجة عدد كبير من المشاكل لكن كانت أهم النشاطات اللي جربها تأثيره في إزالة دهون الكبد، ودا كان بحث اتنشر في 2007 ، وكان منشور في مجلة الكبد وهي مجالة عالمية مشهورة.

 وبيختم الدكتور معمر ويقول: "حاليا بروف نصار وشخصي المتواضع سجلنا براءة دولية في تركيب معقد بيولوجي من النحاس مع بروتينات من بيض الدجاج..

الآن ثبت لها فاعلية في اعادة اصلاح التهابات الشبكية. وبيتم تجريبها في السعودية في حالات أكزيما وبتحقق نجاح تجريبي، وده الخط اللي شغالين فيه حاليا في مدرسته.

علي ناحية تانية أنا كتلميذ في المدرسة دي ابتديت ادرس المعقد ده بنيويا من ناحية كيميائية بحتة مع زملا في قسم الكيميا في علوم أسيوط يعني بنتداول فيها لكن لم يبدأ العمل المعملي بعد, كل دي تقدر تعتبرها امتدادات مدرسة دكتور نصار في علاج الامراض الالتهابية المزمنة."

البروفيسير والأمن ..علاقة مثيرة

فضلت علاقة الدكتور أحمد ياسين نصار بالأمن مثيرة ومستمرة ومليانة تفاصيل مهمة، تبدأ من فرض رقابة مباشرة كاملة عليه وعلى مكتبه وتليفونه ومتابعته أول بأول..واستبعاد من المناصب المهمة وتعتيم على انجازاته وسيرته كعالم كبير يستحق ينشال على الراس ..

سنة 1981 اترفضت أول ترقية للدكتور بتحريض من النظام .. ومن ضمن البحوث اللي رفضت اللجنه قبولها في ترقيته .. وحطت فيه تقرير سلبي جدا.. بحث كان رائد في مجاله اتكرم عليه من أكتر من جهة وكان سبب في تثبيت أقدامه عالميا في مجاله.. في الوقت ده موقف الدكتور كان واضح من معاهدة السلام وسياسات السادات...

وكان بيواجه لوحده نفوذ الجماعة الاسلامية والإخوان في الجامعة ..  

ويوم ما أجهزة الدولة اتسترت علي المجرمين اللي خطفوا الطالب المسيحي اللي كان أول دفعته واحتجزوه في مدرج رقم 1 بكلية الطب تحت تهديد السلاح الابيض أثناء الامتحان ..

الدكتور أحمد راح بنفسه وحرره  لما الأمن رفض يتدخل  بناء علي أوامر عليا ..

 بعد الواقعة دي الاخوان والمخبرين روجوا ان الدكتور نصار ملحد ومعادي للإسلام ويحابي النصاري..

 في اللجنة التانية اقتحم دكتور ياسين نصار مكتب رئيس جامعة أسيوط وقتها الدكتور استاذ الجراحة وأمين الحزب الوطني بأسيوط عبد الرازق حسن وترك له رسالة واضحة،أنا قدمت ورقي تاني للترقية ونازل البلد اجيب سلاح مش مرخص لو سقطتوني تاني حطخ كل اللي اعرف ليهم علاقة بالموضوع ..

وخرج.. ووراه رئيس الجامعة بيجري ويقول:يا احمد يا نصار ميصحش كدا اعقل هتودينا ف داهية وتودي روحك ف داهية.

وتمت ترقيته بدون عوائق عن نفس البحوث.
------------------
بقلم: خالد الدخيل






اعلان