11 - 05 - 2024

نهاية العالم !!

نهاية العالم !!

عالم ساخن ..يتصارع ..يطحن بعضه بعضا ..عالم ينطلق بسرعة الصاروخ نحو الهاوية ، بعد أن انفرط ماتبقى من عقد القيم والمبادئ الأخلاقية والتى كانت تكبح جماح قوى الشر والعنصرية.

يبدو ان العالم مقبل على كارثة حقيقية ، بعد أن غابت العدالة التى هى أساس الاستقرار والأمن للدول والشعوب .

لقد أصبح صوت العدل خافتا واهنا ضعيفا ، لايسمعه احد أو يلقى له بالا ، لم يعد يسمع إلا لأصحاب القوة والنفوذ والجبروت ، والذين باتوا يفرضون آراءهم وأجندتهم السياسية والتوسعية بقوة السلاح على الدول المقهورة الضعيفة ، بل أصبح حقا مكتسبا لقوى الشر أن تنهب أموال وثروات الشعوب على الملأ من دون خجل او حياء، بعد أن تخلت عن نهبها فى السر كما كان يحدث فى الماضى القريب.

لقد صنعت القوى المهيمنة على أعينها زعماء تابعين لها، بل وفرضتهم على شعوبهم بالقوة كما يحدث فى فنزويلا الآن، فهم لايريدون أن يغرد صوت خارج السرب وإلا أصبح مارقا منبوذا محاصرا بكل أنواع العقوبات...عصفوا بكل أحلام الشعوب الطامحة فى حياة كريمة متحررة من أغلال التبعية ، وقيود الرق والعبودية الجديدة.

لايعنيهم نحيب الثكالى والأرامل، ولا بطون الجوعى التى أصبحت لحما على عظم، ولا أنين المرضى الذين انهكهم المرض ولايجدون ثمن العلاج والدواء، ولا يلتفتون للشباب العاطل الذى خاطر بحياته مهاجرا بحثا عن الرزق، فمات غرقا فى قيعان البحار والمحيطات .

لايعنيهم كل ذلك ، فكل مايعنيهم جمع المال من بيع صفقات الأسلحة حتى ولو كان ذلك على أشلاء القتلى والجرحى كما يحدث فى اليمن الذى كان سعيدا.

غابت العدالة، فكان أمرا طبيعيا أن يزدهر الإرهاب، فتلك هى البيئة الخصبة التى ينمو ويترعرع فيها، وانتشر القهر والظلم، فظهر على الساحة الانتحاريون الذين يفجرون أنفسهم فى أناس أبرياء ، لاذنب لهم ، ولا ناقة لهم ولا جمل فيما يجرى من صراعات سياسية.

الآن يحكم اليمين المتطرف معظم دول أوروبا وأمريكا، أو على الأقل يشاركون بنسبة مؤثرة فى هذه الأنظمة الحاكمة، مما يعنى أن أمزجة معظم الناخبين فى هذه الدول باتت تميل وتنحاز إلى العنصرية، وهذا معناه مزيد من الاحتقان والانقسام والصراع بين المهاجرين الذين يشكلون نسبة كبيرة لايستهان بها ، وبين السكان الاصليين أو العرق الأبيض النقى - كما يطلقون على أنفسهم -

لقد صوت الأمريكان على سبيل المثال لدونالد ترامب ذلك الرجل الأحمق الأهوج، والذى أرى أن فترة حكمه ستكون كارثية بكل المقاييس على المدى القصير والطويل داخليا وخارجيا، فقد عمق الانقسام والكراهية بين الأمريكيين، وأطلق زبانيته فى مناطق عديدة من العالم، ليثيروا الفتن، ويؤججوا الصراعات، ويشعلوا الحروب .

المشهد قاتم ينذر بحرب عالمية ثالثة وشيكة، ولاشك أنها ستكون حربا مدمرة مميتة، فى ظل مايتوافر لدى أطراف الصراع من أسلحة فتاكة تفوق فى حجمها وقوتها التدميرية مئات بل آلاف المرات مما تم استخدامه من أسلحة فى الحروب السابقة.

العالم يمر بمنعطف خطير، فبؤر الصراع مشتعلة الآن ما بين إيران والداعمين لها وأمريكا ومؤيديها، والصراع مشتعل بين الهند وإيران من جهة وباكستان من جهة أخرى، والحرب الدائرة فى سوريا مازالت مشتعلة ومعقدة يشارك فيها أطراف عديدة، كأمريكا وروسيا وإيران وتركيا وإسرائيل، وما يسمى بالتحالف الدولى .

والحرب المميتة فى اليمن على أشدها وأصبحت أكثر تعقيدا، والصراع العربي الإسرائيلى أو بالأحرى الصراع الفلسطينى الإسرائيلى يزداد اشتعالا وسخونة بعد أن وعد ترامب ناخبيه بمعاونة صهره كوشنر بالقضاء على القضية الفلسطينية من خلال مايطلق عليها صفقة القرن فى ظل صمت غريب ومريب!!

وما زالت ليبيا تعانى من حروب وصراعات داخلية، وهاهى السودان ومعها الجزائر ينضمان إلى قائمة البؤر الملتهبة.

الأحداث تتصاعد، وبؤر الصراع تتوسع وتشتعل، مما ينذر بخطر وشيك بنشوب حرب عالمية ثالثة، بعد ان افتقد العالم للعقل والحكمة، ولاذ بالصمت إزاء تصرفات غير مسؤولة لترامب ونتانياهو وغيرهم من القادة اليمينيين والذين ستكون على أيديهم نهاية العالم.
---------------------
بقلم: محمد عويس

مقالات اخرى للكاتب

فتيات البحيرة واللغز المحير!





اعلان