12 - 05 - 2025

محطــــات| أكل الباتون ساليه

محطــــات| أكل الباتون ساليه

* أن يعيد نشطـاء على مواقع التواصـل الإجتماعى تجميع فيديو، وإعادة بثه لرمـوز الإعلام المصـرى، أمثــال أحمـد موسى وعمـرو أديب وتامر أمين، حــول أرائهم التى سبق وأدلــوا بها فى تعديــل الدستور، وعندما تسمع إعتراضـاتهم وسخريتهم اللاذعــة من إقبـــال ترزية الدستـور على تعديـل بعض مواده، وخاصـة المـادة التى تخص فترة الحكم، بما يكرس لتمكين الحاكـم من الإستمــرار فى الحكم، فهــذا يشعـرك بأن الإعـلام بدأ يتحرر من قبضة النظام، وأنه بدأ يعبر عن رأى الشعب !!
* يصف تامـر أمين التعديلات بأنها إستبدادية بإمتياز، وأنها تتيح للحاكم أن يعيّن من يريد تعيينه، ويقيل من يريد إقالته، ويقول أحمد موسى أنه بالجبروت قرر الرئيس أن يعدل الدستور، ويصف التعديل بأنه تفصيل! 

* أمـا عمرو أديب فلم ينقصه سـوى أن يلطم، وهـو يقول أن هذا التعديل شغــل "ترزجيـة"، الأمــر الذى جعلـه يسخـر من التعديــل الذى يمنــح الرئيس سلطات مطلقة، على طريقة إسعاد يونس المسرحية "أنت مامـا وأنت بابـا وأنت أنور وجدى"!
* ثم فى نهايـة الفيديو يقـوم عمرو أديب، على طريقة الأفــلام المصريـة بحـل العقـدة، التى إستمـرت على مـدار بث الفيديــو بإنـزال الستـار، بما يضع المشاهد المشـدود للإعلاميين فاغرا فـاه غير مصدق، أمــام أمرين إمـا أن يخبط رأسـه فى أقرب حائط، أو أن ينفـرط مثل جـوال القمح على الأرض من هيستيريـا الضحــك، عندمــا يرفـع ورقـــة الدستــور لتتصدر الشاشة، ويكتشف المتابع أن كل ماسبق كان مقصودا به أردوغان!
* طبعــا الرسالــة التى يريــد إيصالها نشطــاء، أوخبثـاء مواقع التواصل الإجتماعى، من خــلال تجميـع أراء مثلث إعلام النظـام، فى الوقت الذى يقبل فيه النظام على تعديل الدستور، ومحاولته التمكن من الإستمرار فى الحكم، أن "إللى بيته من زجاج مايحدفش الناس بالطوب"!
* والآن وبعــد مرور الدستــور المصرى فى عهد السيسى بنفس مامر به من قبـل دستـور تركيا فى عهد أردوغان، ماذا يقـول أحمد موسى وتامر أمين وعمـرو أديب، إذا وجــه لهم ســؤال "هــل التعديــل حــــرام على أردوغان حلال على السيسى"؟!
* لاأعتقـد أنهم سيجيبـون على السـؤال الذى سيضعهم، ويضـع الإعــلام المصرى فى خانة "اليّك"، ولكن ربما تجيب نيابة عنهم المبالغ الطائلـة التى يتقاضـونهـا، والتى تجعلهم يطبّلــون ويصفقــون ويؤيــدون، بأنــه "أكل الباتون ساليه"!

--------------------------
بقلم: بهاء الدين حسن

مقالات اخرى للكاتب

محطـات | لماذا السكوت ؟