12 - 05 - 2025

حلم ليلة شتاء

حلم ليلة شتاء

في ليلة ساد فيها القلق، تتابعت أمامي المخاطر التي تحيط بالوطن والمؤامرات المتشابكة التي تديرها أمريكا ونجحت فعلاً في تحطيم وخراب نصف العالم العربي. المخاطر من ناحية الشرق ممثلاً في دولة إسرائيل وهي السبب الرئيسي في كل ما يحدث للعالم العربي ومن الغرب ليبيا وميليشيات داعش والمرتزقة وكميات سلاح لا حد لها. وفي الشمال دول أوروبية تتعاطف معنا وتعلم أن الإرهاب سيطولها اليوم أو غداً لكنها مترددة تحت ضغط أمريكي لا تستطيع أن تتجاهله، ويؤثر على قرارها.

أما المخاطر من الجنوب فهو شغلي الشاغل الذي يقلقني طول الوقت، فالسودان ليس بعيداً عن المؤامرة الكبرى وإذا حدث لا قدر الله أي انقلاب أو انفلات فستكون السيطرة مستحيلة بسبب مساحته الكبيرة وطبيعة أراضيه. وطبعاً لا نقلل من شأن ما يحدث من إرهاب في الداخل يؤدي بأرواح الأبرياء من المواطنين والجيش والشرطة على يد الجماعة الإرهابية، لكن الأخطر من يقفون وراءهم يساندونهم ويدعون للمصالحة.

وحين تذكرت أن رئيس هذا البلد هو الرئيس السيسي الذي نثق فيه، عاودتني السكينة، فهو رجل المعجزات الذي سيعبر بالسفينة إلى شاطئ النجاة والسلامة. وهنا غفوت... ورأيت فيما يرى النائم.. قطع الإرسال الإذاعي.. إليكم هذا النبأ الهام,,, وصل فجأة لمطار القاهرة السيد عمر البشير رئيس السودان ... مؤتمر صحفي عالمي للرئيس السيسي والرئيس البشير .. عمر البشير يقرأ هذا البيان... "نظراً للظروف العربية والإقليمية والعالمية.. التي تمر بها بلادنا، وعودة إلى التاريخ والجغرافيا، ومن أجل حاضر يكلله السلام ومستقبل زاهر للشعبين المصري والسوداني، قررنا سيادة الرئيس السيسي وأنا طرح قرار وحده الشعبين على جماهير البلدين للاستفتاء على قيام جمهورية وادي النيل بقطريها مصر والسودان، والله المدبر والمستعان"... ورأيت في هذا الحلم فرحة الشعب المصري ونزوله الشوارع مؤيداً هذا القرار. واسترجعت تاريخ السودان الذي استوطن فيه الإنسان منذ خمسة الآف سنة قبل الميلاد. وتداخل تاريخ السودان القديم مع تاريخ مصر الفرعونية على مدى فترات طويلة لا سيما في عهد الأسرة الخامسة والعشرين التي حكمت مصر من السودان ومن أشهر ملوكها طهراقة وبعنخي.

والسودان – قبل الانفصال – كان ثالث أكبر بلد في أفريقيا بعد الجزائر والكونجو والثالث في العالم العربي بعد الجزائر والسعودية، والسادس عشر على نطاق العالم بمساحة تقترب من 2 مليون كيلو متر مربع. يشكل  النفط حوالي 57% من دخل حكومته، ويتمتع بموارد طبيعية متنوعة كالأراضي الزراعية والثروة الحيوانية والمعدنية والغابات والمياه العذبة، أما عن مصر فنحن جميعاً نعرف قدرات بلادنا المتنوعة ولنا أن نتصور هذه الدولة المتحدة وكيف سيكون شأنها وقوتها خاصة أنه لا توجد حدود بين البلدين، وهو الشأن الذي افتقدته وحدة مصر وسوريا.

وصحوت ووجدت أنني أحلم... حلما جميلا... وتحيا مصر.

----------- 
بقلم: د.عادل وديع فلسطين
*عضو إتحاد الكتاب ونادى القصة

مقالات اخرى للكاتب

حلم ليلة شتاء