12 - 05 - 2025

الحجاب ..قطعة قماش!

الحجاب ..قطعة قماش!

فوجئ المصريون المهمومون بالحصول على لقمة العيش بمجموعة من الفتيات أو النسوة يخلعن حجابهن فى مكان عام، ويلقين به فى الهواء فى مشهد عبثى أثار استياء كل المصريين.

لاشك أن صاحبة هذه الدعوة لا تعى خطورة هذه المهزلة والتى يمكن أن تثير الفتنة بين افراد المجتمع المصرى وتعرض السلم الإجتماعى لخطر شديد.

تقول هذه السيدة فى مداخلة هاتفية مع الإعلامى عمرو أديب: أنها لها مطلق الحرية فيما تفعله مشيرة إلى أن هذه اللقطة العبثية وأقصد لقطة رمى الحجاب فى الهواء ستجعل منها غلافا لإحدى كتبها، مؤكدة أنها لاتعترف بشيء اسمه الحجاب، وأن ماقامت برميه هى وصديقاتها ماهو إلا قطعة قماش!

لن أدخل هنا فى سجال دينى وهل الحجاب فرض أم لا، ولن أتناول هذا الموضوع من هذا المنطلق، إيمانا منى بأن الجدل العبثى لايفيد، وأنه ليس من حقى مصادرة حرية الآخرين فى اعتناق مايريدون من أفكار، وحتى لا أقع فى الفخ الذى أرادت به تلك السيدة إيقاعنا فى حبائله، ألا وهو إشغالنا بقضايا وهمية تافهة.

لا أدرى ما الذى استفادت منه المشاركات فى هذه المسرحية العبثية من تحقير وازدراء للحجاب إلا إذا كانت لهن أهداف ومآرب ومغانم أخرى لايعلمها إلا الله! 

أنت ياسيدتى وصديقاتك تردن خلع الحجاب.. طيب وماله.. طب ماتخلعيه ياستى.. واحنا مالنا؟ لك مطلق الحرية فى ذلك، والدستور المصرى يكفل لك ذلك، لكن الحرية ليست مطلقة، حتى فى أعتى الدول الديمقراطية فى العالم ، الحرية مكفولة بشرط عدم الإضرار بالآخرين.

ما أثار حفيظة كل المصريين والمصريات هو التحقير من شأن الحجاب، والنظر إليه على أنه مجرد قطعة قماش، فى حين أن جميع علماء العالم الإسلامى قديما وحديثا وعلى رأسهم علماء الأزهر الشريف أجمعوا على أن الحجاب فرض عين على كل مسلمة.

أنت ياسيدتى هنا خرجت من إطار الحرية الشخصية المكفولة لك بحكم الدستور والقانون، إلى دائرة التعدى على حرية ملايين المصريات، من خلال التحقير علانية من شأن الحجاب فى مشهد عام وعلى الملأ، وبشكل مستفز ومتعمد!

لن أخوض أيضا فى آراء العلمانيين الذين لايعترفون بدور الأزهر من الأساس، وأنه من وجهة نظرهم يمثل العقبة الرئيسية فى تجديد الخطاب الدينى، لكن جل اهتمامى سيكون منصبا على تعدى المشاركات فى هذا المشهد العبثى على حرية ملايين المصريات المعتزات بحجابهن، والتحقير من شأنهن، ورمى الحجاب بأسلوب مهين لايتناسب مع وقاره وجلاله.

أعاد هذا المشهد العبثي إلى ذاكرتى المبادرة التى أطلقها الكاتب الصحفى شريف الشوباشى فى شهر مايو ٢٠١٥ بدعوة المصريات للنزول فى ميدان التحرير لتأييد مبادرته التى أطلقها لخلع الحجاب، والتى لم يحضرها أحد!

بصراحة.. أمر مدهش وعجيب أن تتكرر هذه المبادرات المشبوهة من بعض العلمانيين مابين الحين والآخر، وفى حين أنهم يدعون إلى الحرية المطلقة بلا ضوابط او حدود، تجدهم فى المقابل يتعدون فيها على الحرية الشخصية للآخرين، ويحتقرون كل ماهو إسلامى، بشكل مريب !!

إننا بحق أمام مبادرات مشبوهة تهدف لتكدير السلم الإجتماعى، لانعرف من يقف خلفها، ومن يدعمها.
------------------------
بقلم: محمد عويس


مقالات اخرى للكاتب

فتيات البحيرة واللغز المحير!