12 - 05 - 2025

حكومة لا تُنفذ تعليمات الرئيس!!

حكومة لا تُنفذ تعليمات الرئيس!!

منذ فترة ليست بالقليلة، وأنا أقول أن السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، في وادٍ، والحكومة في وادٍ آخر، ويبدو أن حالة حكومتنا الموقرة، هي حالة ميؤوس من شفائها، أو حتى تحسنها، ولو قليلاً، فالرئيس يسعى بكل طاقة وجهد، لتغيير أوضاع المواطنين إلى الأفضل، والحكومة لا تساعده في ذلك أبداً، بل إنها تكبله في تنفيذ ما يحلُم به.

لقد أطلق السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، حملة من أجل القضاء على مرض التهاب الكبد الوبائي بفيروسيه (B – C)، تحت عنوان مائة مليون صحة، بهدف أن تكون مصر خالية من ذلك المرض اللعين، ومما لاشك فيه أنه لو أصبحت مصر بالفعل خالية تماماً، من مرض التهاب الكبد الوبائي، سيكون ذلك إنجازا غير عادي، وغير مسبوق في مصر، ونظراً
لأهمية ذلك الأمر فإن السيد الرئيس، يوليه عناية فائقة، لأنه يحلم أيضاً أن يكون أبناء مصر في خير صحة، وفي أحسن حال.

لكن الحكومة يبدو أنها كعادتها، لا يعنيها المواطن المصري من قريب، أو من بعيد، لكن إذا كان  ذلك هو فعل الحكومة، تجاه المواطن المصري، فهل لا يعنيها أيضاً، تنفيذ توجيهات السيد الرئيس، أليس من الأحرى، أن تتكاتف كل أجهزة الدولة، ومؤسساتها في تنفيذ تعليمات، وتوجيهات، السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي؟؟!!

 ففي الوقت الذي يسعى فيه سيادته لتنفيذ حلمه، بالقضاء على ذلك المرض اللعين، والذي يكلف الدولة مئات الملايين، في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها الوطن، فّإذا بالحكومة تضع حلم سيادة الرئيس، على المحك، وفي مهب الريح، دون مراعاة لكل ذلك الجهد الذي يُبذل، من أجل أن تكون، مصر خالية من مرض التهاب الكبد الوبائي.

فقد بدأت الحكومة منذ فترة، في تعميم نظام البصمة الإليكترونية، لحضور العاملين، وانصرافهم في أجهزة، ومؤسسات الدولة، بلا استثناء مع علم الحكومة بمدى الأضرار، التي يسببها ذلك النظام، والذي قامت كثير من دول العالم بإلغائه، بعدما ثبت أنه ينقل الكثير، والكثير من الأمراض الخطيرة، على رأسها .. الإيدز – السرطان - التهاب الكبد الوائي (B – C) أعاذنا الله وإياكم ، إلى جانب العديد من الأمراض الجلدية الخطيرة، والغريب، وكالعادة أيضاً، لم تعبأ الحكومة بأجهزتها، ومؤسساتها بكل تلك الأخطار، فهي لم تتوقف عن استخدام مثل ذلك النظام، الخطير خاصة، أنه هناك الكثير من البدائل، التي يمكن استخدامها، لنظام الحضور، والانصراف للعاملين في الدولة، بل إنها تسعى سعياً حثيثاً لتعميم ذلك النظام الخطير، في كافة أجهزة الدولة، ومؤسساتها دون استثناء.

لقد ذكرت العديد من الأبحاث الطبية حول العالم، أن استخدام نظام البصمة الإليكترونية، والتي يستخدم بها الكف كاملا، أو بعض من أصابع اليد، مثل السبابة والإبهام، أو إحداهما، أنه حينما يقوم الموظف المصاب، بجرح في إصبعه، بملامسة الشريحة الزجاجية، والتي تكون بؤرة للكثير، من الأمراض الفيروسية مثل الكورونا، والالتهاب الكبدي الوبائي (BC)فضلاً عن فيروس الإيدز، وحينما يقوم  الشخص السليم، والذي قد يكون مصابا بخدش، أو جرح بسيط بإصبعه المستخدم في البصمة، فإنه يكون اكثر عرضة لالتقاط أحد هذه الفيروسات، التي تكون قد علقت على السطح الزجاجي الجاف، وأشارت الدراسات «أن الفيروس الكبدي  (B) يبقى على السطح الزجاجي الجاف أكثر من ١٠ أيام إلى أسبوعين، أما الفيروس الكبدي (C) فيبقى لمدة ٣ ايام، فيما يبقى فيروس الإيدز لساعات معدودة.. ولهذا، فجهاز البصمة غير آمن»، وهو ما دعا الكثير، من الجهات الحكومية حول العالم لاستبدال جهاز البصمة، بعدما أثبتت الأبحاث الطبية، خطورته على صحة الإنسان، بالإضافة إلى أنه يُعد أحد مسببات، وعوامل مرض السرطان.

هذا وقد وجه الدكتور عبد المنعم صقر، مدير إدارة مكافحة العدوى بمحافظة المنوفية منذ فترة خطابا، أوضح فيه مدى المخاطر التي تحيط بالإنسان، جراء استخدام ذلك الجهاز، ولكن مرة ثالثة، كالعادة الحكومة لا تعبأ بكل ذلك، وتُصر على استخدام ذلك النظام الخطير، دون مراعاة لصحة المواطنين.

فلم يعد أمام المواطن المصري، بعد الله سبحانه، وتعالى إلا مناشدة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن يصدر تعليماته بإيقاف العمل، بذلك النظام الخطير، حفاظاً على صحة المواطن المصري..

ومن أجل أن يتحقق حلمه.. بوطن خالي من مرض التهاب الكبد الوبائي..

 ويظل السؤال هنا هو ..إلى متى سيظل الرئيس في وادٍ.. والحكومة في واد آخر..

والسؤال الأهم هو.. لماذا لا تنفذ الحكومة.. تعليمات وتوجيهات.. السيد الرئيس؟
---------------------
بقلم: مـحمــد نـــور
رئيس النادي الثقافي للمبدعين المصريين
[email protected]

مقالات اخرى للكاتب

عايزين عيش