لأني أحبك.. واشتقت اليك، سأقطع صمتي.. وقد ذكرت سيادتكم عشرة مشاهد لا أفهم سبب ذكرها ولا علاقتها بتعديل الدستور؛ إلا اذا كنتم سيادتكم تدعمون نضالنا في معركة تعديل الدستور.
فمشهد الفساد وانهيار التعليم والفجوة بين الاغنياء والفقراء والعشوائيات وبقية المشاهد العشرة هي موروثات.. ونحن جميعا شركاء فيها بصمت البعض ونفاق الآخر الذي كان يعتبر رأس الفساد هو أبوه، ويؤيد ابنه، ويعتز بحكمه.. فإذا بهذا الزواج ينجب فسادا وفشلا.
وكان البعض مغايرا في شكل النفاق فقبل الأموال من الغرب، بزعم الدفاع عن حقوق الانسان لكنه لم يستيقظ لها إلا بتعليمات من إلهه وسيده، ثم يستيقظ اليوم.. واليوم فقط، وسيادتكم تعلم لماذا استيقظ الآن.. إنما هي يقظة لزوم المهمة.
والنوع الثالث أبدع في النفاق فاختبأ داخل جدران حزبه ووضع يدا علي عينه ووضع الأخري علي أذنه، والكل كان في ساحة الفساد مجرد نوع او شكل مختلف.. طبعا الا القليل النادر وهم من المعروفين بالإسم.
فلماذا تجهد نفسك ياسيدي الجليل في استعراض المشهد الموروث والذي شارك أغلبنا في صناعته.. بينما الذي يجب بذل الجهد فيه هو دعم جهد الرجل الصالح صاحب اليد النظيفة في تطهير ذلك الدنس وان نقف معه ونطالب باستمرار مسيرته، ونبني معه وندعو له.
فلو أنه لم يفعل في الأعوام الستة الماضية إلا نقل العشوائيات إلي أماكن آدمية وعقارات وعيشة سوية، لكفاه ذلك.. ولو أنه لم يفعل إلا بناء جيش قوي، لكفاه.. ولو أنه لم يفعل الا مشروعات الكفالة الصحية المجانية والقضاء علي فيروس"سي"، لكفاه.. ولو أنه لم يفعل إلا انفاق التعمير في سيناء ونهضة الطرق وربط البلاد بطرق أعلي من النسق الاوروبي، لكفاه... ولو أنه لم يقرر للفقراء إلا معاشات استثنائية لتحسين الدخول الضعيفة، وأنقذهم من مذلة طلب الدعم وجعلها لهم كرامة لا مهانة، لكفاه.. ولو أنه لم يفعل إلا إنقاذ البلاد من إرهاب الإخوان، لكفاه.. ولو انه... ولو أنه... ولو أنه...
ولكننا بدلا من أن ندعم الرجل ونقف معه، نظل نردد ونقف أمام النصف الفارغ من الكوب؛ مع أن هذا النصف الموروث من صناعة صمتنا والخوف المستقر في قلوب أغلبنا.
والآن ياسيدي العزيز مصر تتقدم.. وتقلل من المشاهد التي تفضلت بذكرها، وحتي في مجال حقوق الانسان نحن نتقدم في وسط مناخ صعب، فأنا لا أنسي أن التعذيب كان في مصر منذ سنوات منهاج حكم، وأن الكهرباء كانت هي اللغة التي تحاور بها الدولة من يقع بين أيديها، واغلب الصارخين والباكين علي حقوق الانسان الآن كانوا في نوم عميق وقتئذ.
يا سيدي ان لم تقاتل من أجل بقاء السيسي لنشرف ونفتخر جميعا برئيس ليس في عنقه ما يكسر عينه؛ بالتعبير العامي البسيط؛ وكان وما زال يسترد املاك الدولة من مراكز العفن التي حكمتنا، واسال سيادتكم عن المنتزة ولسان الوزراء ونزلة السمان، واسال عن المحافظين ورؤساء الأحياء والوزراء والقضاة الذين حكم عليهم إثراء للعدالة وحماية لشعب مصر من اصحاب النفوذ وورثة حكام مصر السابقين.
وفي النهاية فإن ما ذكرته سيادتكم نتفق معكم في وجوده عدا ما تفضلت بذكره عن وجود قواعد عسكرية في البلاد العربية كلها، فالقواعد العسكرية قد تسكن في عمالة قطر او تتحالف مع صهيونية الرئيس التركي، لكنها لم تكن موجودة ولا مكان لها في مصر.
أستاذي الحبيب.. إن لم تساعدنا في إجبار الرئيس السيسي علي الاستمرار معنا فلا أقل من أن تترك عزيمتنا علي قوتها.. ولا توهن منها حتي لو بحسن نية، أرجوك.
---------------------
بقلم: مختار نوح