16 - 04 - 2024

صحة مبارك ..سر حربي على المصريين .. مباحة للأجانب

صحة مبارك ..سر حربي على المصريين .. مباحة للأجانب

التفاصيل الدقيقة لإصابة الرئيس السابق بالسرطان معلومة للمحللين والإستخبارات الغربية منذ مارس 2010 

هل الرئيس السابق حسني مبارك مصاب فعلا بالسرطان كما يدعي محاميه  فريد الديب أم أنها مجرد محاولة للحيلولة دون حبسه أو تنفيذ حكم الإعدام في قضية إصدار الأوامر بقتل المتظاهرين؟ كان هذا هو السؤال الذي ثار الجدل حوله في الفترة الماضية .

لكن كان معروفا لدي بعض المحللين والخبراء الأمنيين أن مبارك مصاب بالسرطان ويعالج منه في فرنسا ، هذا إلي جانب "حقن الهورمونات" التي يحصل عليها كل فترة وتجعله يبدو في الحالة التي يبدو عليها بصحة جيدة ، وهو ما انكشف مع ظهوره في بيانه في صباح الأول من يناير هذا العام بعد أن أجبر علي الظهور لإدانة تفجير كنيسة القديسين ، فظهر رغم كل المكياج بصورة رجل مسن ومريض لأنه لم يكن قد حصل عليها.

لكن انكشاف المرض علانية يعود إلي وصول مبارك إلي برلين يوم الخامس من مارس 2010 للقاء المستشارة الألمانية انجيلا ميركل في محاولة للتغطية علي ما قيل أنها إجراء جراحة لاستئصال المرارة ، وما أحدث تشككا كبيرا حينها قدوم سوزان وعلاء وجمال الذي جاء دون "حلاقة ذقنة " ، والتوتر الذي بدا على مدير المخابرات عمر سليمان ورئيس ديوان الرئاسة زكريا عزمي .. ما أكد أن المسألة أكبر بكثير من استئصال مرارة، خاصة أن مثل هذه العملية البسيطة  يمكن أن تجري في أي مستشفي مصري ولا تحتاج للسفر إلي مستشفي هايدلبرج العالمي المعروف بالمصادفة أنها من أفضل المراكز الطبية العالمية لعلاج السرطان ، والتي أجريت له الجراحة فيها صباح السادس من مارس أستمرت أكثر من أربعة ساعات ونصف ، وبالطبع هذه مدة أكبر بكثير من مدة جراحة استئصال المرارة .

وقد زاد من الشكوك الترجمة المغلوطة والمتعمدة لوزير الصحة السابق "حاتم الجبلي" لحديث الطبيب الألماني المعالج "بوشلر" في المؤتمر الصحفي الطبي الأول حين تحدث الطبيب عن "البيو ماركر" ومعناها طبيا "دلالات الأورام" ، وتعني إجراء فحص معملي حول احتمال وجود أورام سرطانية في الإثني عشر ، إلا أن الجبلي ترجمها بمصطلح "المؤشرات الحيوية" ، ما جعل الكثيرين يشكون في محاوته إخفاء شيء ما .

وبعدها بأيام حصلت حينها علي معلومات من مصدر طبي موثوق به من مستشفي هايدلبرج تؤكد أن مبارك مصاب بسرطان المعدة والبنكرياس والإثني عشر ، وتم إزالة الورم السرطاني في الإثني عشر وإزالة الجزء المصاب في البنكرياس بالإضافة لاستئصال المرارة ، وأن حالته خطرة ويعالج بطريقة حديثة لم تعلن للعالم بعد ، إلا نشر هذه المعلومة إعلاميا لم يكن ممكنا حينها لثلاثة أسباب ، الأول أن القانون الألماني يمنع نشر أي معلومات عن الحالة الصحية لأي مريض في العالم يعالج في ألمانيا إلا بموافقته طبقا لقانون سرية المعلومات وحماية الحرية الشخصية ، ثانيا أن ذلك يجبر المصدر على عدم تحمل مسئولية الخبر مما يجعله مجرد شائعة غير مؤكدة بالوثائق أو التصريح العلني، وثالثا أن الخبر لم يكن ممكنا له النشر من الأساس في هذا الوقت في الصحف المصرية .

لكن لماذا مستشفي هايدلبرج وليس غيره ، فلأن هذا المركز الطبي توصل لعلاج نادر في العالم لمرض السرطان يعتمد علي علاج الجزء المصاب بجزء من الألف من الملليمتر ، وبالتالي يستأصل الحد الأدني من العضو المصاب ، ولا يؤثر علي باقي المناطق المحيطة ، وأيضا يمنع الآثار الجانبية للعلاج الكيماوي الواسع التي تؤثر في تساقط الشعر وظهور الإعياء علي الوجه ، وهو ما أعلنه المستشفي بعدها بأسابيع في يونيو 2010 مؤكدا إجراء العلاج التجريبي غير المعلن علي خمسة آلاف حالة ، أظهر نجاحا واضحا يؤدي للإعلان عن نجاحه ، وبذا يكون مبارك واحدا من الخمسة آلاف حالة .

ورغم عدم نفي مصدر ديبلوماسي مصري لهذه المعلومة أثناء وجود مبارك في ألمانيا ، إلا أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية والغربية عرفت بالأمر وبدأت تتصرف علي أساسها ، خاصة أنه كان معروفا لديها أن مبارك يعالج لدي مستشفي متخصص في السرطان في فرنسا ، لدرجة أن إدارة أوباما نفسها بدأت منذ أبريل 2010 تستعد لمرحلة ما بعد وفاة مبارك.

وقد نشر المحلل الاستخباري " إيلي ليك" تقريرا في واشنطن تايمز يوم 20 يوليو 2010 بعنوان " مبارك مصاب بسرطان قاتل لا علاج منه " أكد فيه إصابة مبارك بسرطان المعدة والبنكرياس ، نافيا قصة استئصال المرارة التي روجت حينها ، مشيرا لاهتمام إدارة أوباما بالأمر وأن مجلس الاستخبارات الوطني والقيادة المركزية العامة للاستخبارات الأمريكية قامت بتكليف ثلاثة من المختصين بمهمة لتحليل السيناريوهات التي ستعقب موته ، وكيف سيؤثر موته في مرحلة انتقال السلطة .

ومن جانبه كان ستيفن كوك الخبير بالشئون المصرية في "مجلس العلاقات الخارجية" الأمريكي قد أكد أنه لمس بنفسه خلال حديثه مع مسئولين رفيعي المستوي في مصر أن صحة مبارك ليست بخير ، وأنه نهايته قد حانت ، وأن دورا كاملا في مستشفي قريب من القاهرة قد خصص فقط لعلاجه ، وذلك لجعله قادرا علي الظهور بالشكل الذي يمكنه من إجراء المقابلات الرسمية أمام الرأي العام. وأن التقديرات حول بقائه علي قيد الحياة تتراوح بين 12 إلي 18 شهرا .

وهذا ما أكده  لواشنطن تايمز أحد أعضاء الاستخبارات في دولة من دول وسط أوربا (غالبا الألمانية) مشيرا إلي أن تقديرات جهاز استخباراته أن الرئيس مبارك يرجح أن يموت خلال عام ، أو بحد أقصي بحلول الانتخابات الرئاسية المخطط لها في سبتمبر 2011 .

ورغم أن المتحدث بإسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي أعلن في أحد المؤتمرات الصحفية حينها أنه لا أحد يبحث في ماضي مبارك ، فهو لا يزال رئيس مصر ، وأن الولايات المتحدة تثق به وفي حكومته للعب دور حاسم في أمن واستقرار الشرق الأوسط" ، إلا أن أحد قادة الاستخبارات الأمريكية قد أكد للصحيفة حينها أنهم لديهم معلومات من داخل "معقله" أنه علي وشك الموت ، لكنهم لا يعرفون بالظبط متي " فربما تستغرق وفاته وقتا كما هو الحال مع الرئيس الكوبي فيدل كاسترو " .

ورغم أن البعض يري الأمر محاولة للتهرب من السجن ، إلا أن هناك فارقا كبيرا بين عدم تنفيذ عقوبة الإعدام وهو ما تنص عليه القوانين الدولية لأي مصاب بمرض قاتل ، وبين عدم المحاكمة وإصدار أحكام إدانة قاطعة ضده ، مع محاكمة أسرته وأقطاب نظامه ، ليكون عبرة لأي رئيس أو مسئول قادم .

 

 

 






اعلان